رخصها، وادخارها في المخازن (1) إلى أيام الغلاء والقحط. والحيف: تطفيف في الوزن والكيل، وزيادة في السعر (2)، وهو الذي عبر عنه بالتحكم، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن الاحتكار، وأما التطفيف وزيادة التسعير فمنهي عنهما في نص الكتاب (3).
وقارف حكرة: واقعها، والحاء مضمومة، وأمره أن يؤدب فاعل ذلك من غير إسراف، وذلك أنه دون المعاصي التي توجب الحدود، فغاية أمره من التعزير الإهانة والمنع.
* * * الأصل:
ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم، من المساكين والمحتاجين وأهل البؤسى والزمني، فإن في هذه الطبقة قانعا ومعترا.
واحفظ الله ما استحفظك من حقه فيهم. واجعل لهم قسما من بيت مالك، وقسما من غلات صوافي الاسلام في كل بلد، فإن للأقصى منهم مثل الذي للأدنى، وكل قد استرعيت حقه.
ولا يشغلنك عنهم بطر، فإنك لا تعذر بتضييع التافه لأحكامك الكثير المهم، فلا تشخص همك عنهم، ولا تصعر خدك لهم. وتفقد أمور من لا يصل إليك منهم، ممن تقتحمه العيون، وتحقره الرجال، ففرغ لأولئك ثقتك من أهل الخشية والتواضع، فليرفع إليك أمورهم.
ثم اعمل فيهم بالاعذار إلى الله سبحانه يوم تلقاه، فإن هؤلاء من بين الرعية أحوج إلى الانصاف من غيرهم، وكل فأعذر إلى الله في تأديه حقه إليه.
.