نحو قر في المكان واستقر، وعلا قرنه واستعلاه.
وقوله: " استوص بالتجار خيرا "، أي أوص نفسك بذلك، ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله: " استوصوا بالنساء خيرا "، ومفعولا " استوص وأوص " هاهنا محذوفان للعلم بهما، ويجوز أن يكون " استوص " أي اقبل الوصية منى بهم، وأوص بهم أنت غيرك.
ثم قسم عليه السلام الموصى بهم ثلاثة أقسام: اثنان منها للتجار (1)، وهما المقيم، والمضطرب، يعنى المسافر، والضرب: السير في الأرض، قال تعالى: (إذا ضربتم في الأرض (2)، وواحد لأرباب الصناعات، وهو قوله: " والمترفق ببدنه "، وروى " بيديه "، تثنية يد.
والمطارح: الأماكن البعيدة.
وحيث لا يلتئم الناس: لا يجتمعون، وروى " حيث لا يلتئم " بحذف الواو.
ثم قال: " فإنهم أولو سلم "، يعنى التجار والصناع، استعطفه عليهم، واستماله إليهم.
وقال: ليسوا كعمال الخراج وأمراء الأجناد، فجانبهم ينبغي أن يراعى، وحالهم يجب أن يحاط ويحمى، إذ لا يتخوف منهم بائقة لا في مال يخونون فيه، ولا في دولة يفسدونها. وحواشي البلاد: أطرافها.
ثم قال له: قد يكون في كثير منهم نوع من الشح والبخل فيدعوهم ذلك إلى الاحتكار في الأقوات، والحيف في البياعات، والاحتكار (3): ابتياع الغلات في أيام .