عليهم شعار الاسلام أولا؟ وأختلف أبو بكر وعمر في خالد مع شدة اتفاقهما، فأما الشعر الذي رواه المرتضى لمالك بن نويرة فهو معروف إلا البيت الأخير، فإنه غير معروف، وعليه عمدة المرتضى في هذا المقام، وما ذكره بعد من قصة القوم صحيح كله مطابق لما في التواريخ إلا مويضعات يسيرة:
منها قوله: إن مالكا نهى قومه عن الاجتماع على منع الصدقات، فإن ذلك غير منقول وإنما المنقول أنه نهى قومه عن الاجتماع في موضع واحد، وأمرهم أن يتفرقوا في مياههم، ذكر ذلك الطبري ولم يذكر نهيه إياهم عن الاجتماع على منع الصدقة، وقال الطبري: إن مالكا تردد في أمره: هل يحمل الصدقات أم لا؟ فجاءه خالد وهو متحير سبح.
ومنها أن الطبري ذكر أن ضرار بن الأزور قتل مالكا عن غير أمر خالد، وأن خالدا لما سمع الواعية خرج وقد فرغوا منهم، فقال: إذا أراد الله أمرا أصابه، قال الطبري: وغضب أبو قتادة لذلك، وقال لخالد: هذا عملك! وفارقه وأتى أبا بكر فأخبره فغضب عليه أبو بكر حتى كلمه فيه عمر، فلم يرض إلا أن يرجع إلى خالد، فرجع إليه حتى قدم معه المدينة (1).
ومنها أن الطبري روى أن خالدا لما تزوج أم تميم بنت المنهال امرأة مالك لم يدخل بها وتركها حتى تقضى طهرها، ولم يذكر المرتضى ذلك. ومنها أن الطبري روى أن متمما لما قدم المدينة طلب إلى أبى بكر في سبيهم فكتب، له برد السبي، والمرتضى ذكر أنه لم يرد إلا في خلافة عمر.
فأما قول المرتضى: أن قول متمم: لو قتل أخي على مثل ما قتل عليه أخوك لما رثيته،