العذق من الجريمة (1) والنار من الوثيمة (2) أن يجعل لمالك نسلا، ورجالا بسلا (3)، وكلنا إلى الموت. يا مالك، المنية ولا الدنية، والعتاب قبل العقاب، والتجلد لا التبلد، واعلم أن القبر خير من الفقر، ومن لم يعط قاعدا حرم قائما، وشر الشرب الاشتفاف وشر الطعم الاقتفاف (4)، وذهاب البصر خير من كثير من النظر، ومن كرم الكريم الدفع عن الحريم، ومن قل ذل، وخير الغنى، القناعة وشر الفقر الخضوع. الدهر صرفان:
صرف رخاء، وصرف بلاء، واليوم يومان: يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر وإذا كان عليك فاصطبر، وكلاهما سينحسر (5) وكيف بالسلامة، لمن ليست له إقامة وحياك ربك.
* * * وأوصى (6) الحارث بن كعب بنيه فقال يا بنى، قد أتت على مائة وستون سنة ما صافحت يميني يمين غادر، ولا قنعت لنفسي بخلة فاجر، ولا صبوت بابنة عم ولا كنة (7)، ولا بحت لصديق بسر، ولا طرحت عن مومسة قناعا، ولا بقي على دين عيسى بن مريم وقد روى على دين شعيب من العرب غيري وغير تميم بن مر بن أسد ابن خزيمة، فموتوا على شريعتي، واحفظوا [على (8)] وصيتي، وإلهكم فاتقوا، يكفكم ما أهمكم، ويصلح لكم حالكم، وإياكم ومعصيته، فيحل بكم الدمار، ويوحش منكم الديار. كونوا جميعا، ولا تفرقوا فتكونوا شيعا، وبزوا قبل أن تبزوا (9)، فموت .