أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها هذا لفظ حديث أبي موسى.
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو كريب ثنا أبو أسامة عن هشام عروة عن أبيه عن عائشة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء من أعلى مكة.
قال هشام فكان أبي يدخل منهما كليهما وكان أبي أكثر ما يدخل من كدا.
فأما حديث بن عمر فإن بندار حدثنا قال ثنا يحيى نا عبيد الله أخبرني نافع عن بن عمر:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة من الثنيا العليا التي عند البطحاء وخرج من الثنية السفلى.
قال أبو بكر فقول بن عمر دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة من الثنية العليا دال على أن الثنية ليست من مكة والثنية من الحرم ووراءها أيضا من الحرم وكذا من الحرم وما وراءها أيضا من الحرم إلى العلامات التي أعلمت بين الحرم وبين الحل فكيف يجوز أن يقال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة من مكة فلو كانت الثنية من مكة وكدا من مكة لما جاز أن يقال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة من الثنية ومن كدا.
وقد يجوز أن يحتج بأن جميع الحرم من مكة لقوله صلى الله عليه وسلم أن مكة حرمها الله يوم خلد السماوات والأرض فجميع الحرم قد يجوز أن يكون قد يقع عليه اسم مكة إلا أن المتعارف عند الناس أن مكة موضع البناء