عبد الوارث حدثنا أبو التياح الضبعي عن أنس بن مالك قال:
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يصلي حيث أدركته الصلاة فيصلي في مرابض الغنم ثم أمر بالمسجد قال فأرسل إلى ملأ من بني النجار فجاؤوا فقال: " يا بني ماتت ثامنوني بحائطكم هذا فقالوا لا والله ما نطلب ثمنه إلا من الله قال أنس فيه قبور المشركين وكانت فيه خرب وكان فيه نخل قال فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت وبالخرب فسويت وبالنخل فقطع قال: " فصفوا النخل قبلة المسجد وقال: اجعلوا عضاديته حجارة ".
(266) باب (39 - أ) الزجر عن اتخاذ القبور مساجد والدليل على أن فاعل ذلك من شرار الناس وفي هذه اللفظة دلالة على أن قوله صلى الله عليه وسلم: " أين ما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد وقوله جعلت لنا الأرض كلها مسجدا ". وطهورا لفظة عامة مرادها خاص على ما ذكرت وهذا من الجنس الذي قد كنت أعلمت في بعض كتبنا أن الكل قد يقع على البعض على معنى التبعيض إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد بقوله جعلت لنا الأرض كلها مسجدا جميع الأرضين إنما أراد بعضها لا جميعها إذ لو أراد جميعها، كان الصلاة في المقابر جائزة وجاز اتخاذ القبور مساجد وكانت الصلاة في الحمام وخلف القبور وفي معاطن الإبل كلها جائزة وفي زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في هذه المواضع دلالة على صحة ما قلت.
789 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن شقيق عن عبد الله قال: