الذي لا من شئ كان، ولا من شئ خلق ما كان. قدرة بان (1) بها من الأشياء وبانت الأشياء منه. فليست له صفة تنال، ولا حد تضرب له فيه الأمثال.
كل دون صفاته تحبير اللغات، وضل فيما هنالك تصاريف الصفات، وحار في ملكوته عميقات مذاهب التفكير، وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير، وحال دون غيبه المكنون حجب الغيوب (2) وتاهت في أدنى أدانيها طامحات العقول (3).
فتبارك الذي لا يبلغه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن، وتعالى الذي ليس له وقت معدود، ولا أجل ممدود، ولا نعت محدود (4).
وسبحان الذي ليس له أول مبتدأ، ولا غاية منتهى، ولا آخر يفنى، سبحانه هو كما وصف نفسه.
حد الأشياء كلها عند خلقه إياها إبانة لها من شبهة، وإبانة له منها، فلم يحلل فيها فيقال: هو فيها كائن، ولم ينأ عنها فيقال [هو] منها بائن، ولم يخل عنها فيقال له: أين؟
ولكنه سبحانه أحاط بها علمه، وأتقنها صنعه وأحصاها حفظه، فلم يعزب عنه