المعيار والموازنة - أبو جعفر الإسكافي - الصفحة ٢٠٦
[تفنيد المصنف بعض مفتريات شيعة آل أبي سفيان في شأن الشيخين].
قد قلتم: إن من السنة تفضيل أبي بكر وعمر!!! فأي سنة قامت بأنهما عن علي ابن أبي طالب أفضل (1)؟ والجماعة في هذا مضطربة، فأوقفونا على شهادة معروفة، وأوضحوا دعوى هذه السنة التي بانت بالبدعة.
فإن قلتم: [منها] قول النبي صلى الله عليه وسلم: " سيدا كهول [أهل الجنة] ".
قلنا: فقد عارض هذا من خبركم ما هو أقوى [منه] في المعنى، وأسلم من خطأ التأويل وهو قوله في الحسن والحسين: " [هما] سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما " (2).
فنظرنا في الحديث الأول فوجدنا للشبهة فيه مساغا، ولخطأ التأويل [فيه] مدخلا لأنه ليس في الجنة كهل.
وهذا لا يدخل فيما قلنا في قوله في الحسن والحسين إذ كان أهل الجنة [كلهم] شبابا، فإذا ثبت أن أهل الجنة شباب دون كهول فقد قدمهما على [كل] من في الجنة تقديما واضحا.

(١) هذا هو الظاهر، وفي الأصل: " فأي نسبة قامت بأيهما عن علي بن أبي طالب ".
(٢) والحديث مجمع عليه بين الشيعة وأهل السنة، وقد رواه الحافظ ابن عساكر بأسانيد كثيرة تحت الرقم:
(١٢٨ - ١٤٢) من ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من تاريخ دمشق ج ١٢، ص ٧٢ وما بعدها من ط ١.
ورواه أيضا بأسانيد كثيرة أخر في الحديث: (٦١) وما بعده من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 12، ص 41 - 59 ط 1.
وقد علقناه عليهما أيضا نقلا عن مصادر قوية قديمة سنية، فراجعهما فإنهما يغنيانك عن غيرهما.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 210 211 212 ... » »»
الفهرست