أولئك عباد الله حقا حقا [و] خلفاء الله في أرضه، والدعاة إلى دينه (1).
ثم قال (2): قد أصبحتم في عمياء مظلمة سوداء مزبدة، تقلبكم [من] فينة إلى فينة (3) قد تعلقت عليكم أبوابها، وذهبت ألباؤها، وليس لكم فيها سبيل هدى، ولا تعرفون فيها سبيل نجاة، فأعلام دينكم طامسة، وآثار نبيكم دارسة، والمنكرات فيكم فاشية، زالت عنكم النعم، بترككم الطاعة، والميل مع أهل الضلالة، والركون إلى العاجلة.
فلو شكرتم الله على ما استخلفكم عليه من نصر دينه، والذب عن كتابه، لوفاكم نعيم الدنيا، وثواب الآخرة.
ثم قال (4): سلوني قبل أن تفقدوني.
فقام إليه رجل وهو صعصعة بن صوحان، فقال له: يا صعصعة (5) اعقد أصابعك إذا أضاع الناس الأمانة، وأكلوا الربا، وشيدوا البناء، وسفكوا الدماء، واستعملوا السفهاء على الأحكام، وكان الحليم ضعيفا، والظالم مقتدرا، والأمراء فجرة، والقراء فسقة، وظهر الجورة، وكثر الطلاق، وقول البهتان، وحليت المصاحف، وزخرفت