والله الله في الضعيفين، النساء وما ملكت أيمانكم، لا تخافن في الله لومة لائم، يكفكم الله من أرادكم وبغى عليكم، قولوا الناس حسنا كما أمركم الله.
لا تتركن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله الأمر شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم.
عليكم يا بني: بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق، تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب.
حفظكم الله أهل البيت، وحفظ فيكم نبيكم، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام.
ثم لم ينطق إلا ب " لا إله إلا الله " حتى قبضه الله إليه، بيض الله وجهه وشرف مقامه، فقد اجتهد في مرضاة الله نفسه، وقام بوصية الله في حياته وعند موته.
فقام الحسن ابنه خطيبا صبيحة قتل أبوه في العشر الأواخر من رمضان، فقال:
لقد قتلتم رجلا ما سبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون.
وجعل خاتمه في إصبعه السبابة، ثم قال:
إن عليا والله ما ورثنا درهما ولا دينارا ولا فضة ولا ذهبا إلا شيئا في خاتمي هذا ما عدا (1) ثلاثمائة درهم بقيت من عطائه ادخرها ليتصدق بها يوم فطره، فما هي لنا (2).
فهذه حاله في زهده، وما لم أذكره أكثر.