المعيار والموازنة - أبو جعفر الإسكافي - الصفحة ٢٢٧
وكان من المؤثرين على أنفسهم وإن كانت بهم خصاصة (1).
وكان من الكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس.
وكان من الصابرين على البأساء والضراء.
وكان ممن قسم بالسوية، وعدل في الرعية، ولم يرزأ شيئا من مال الله (2) ولم تدع
(١) وانظر ما رواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية (٩) من سورة الصف من كتاب شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٢٤٦ ط ١.
(٢) لم يرزأ - على وزن يحسب -: لم يصب ولم يؤثر لنفسه شيئا منه.
وهذا الأمر مما تسالم عليه أولياؤه وأعداؤه معا ولم يجد أعداؤه سبيلا إلى إنكاره مع شدة حرصهم على تشويه ساحته وعلو مقامه بالأخذ بالشبهات والتعلق بالمعضلات.
وقد عرفهرسول الله صلى الله عليه وآله بهذا قبل أن يكون له ولاية على مال أو كفالة على ثروة أو غنيمة وأنفال، كما عرفه صلى الله عليه وآله بكثير من مكارم أخلاقه،.
وقد رواه أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من حلية الأولياء: ج ١، ص ٧١، قال:
حدثنا أبو الفرجأحمد بن جعفر النسائي، حدثنا محمد بن جرير، حدثنا عبد الأعلى بن واصل، حدثنا مخول بن إبراهيم، حدثنا علي بن حزور، عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت عمار بن ياسر يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إن الله تعالى قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلى الله تعالى منها، وهي زينة الأبرار عند الله عز وجل [وهي] الزهد في الدنيا، فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا، ولا ترزأ الدنيا منك شيئا..
ورواه أيضا ابن عساكر في الحديث: (٧١٣ - ٧١٤) من ترجمة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٢١٢ ط ١، وعلقناه عليه أيضا عن مصادر.
ورواه أيضا الحافظ الحسكاني في الحديث: (٥٤٨ و ٥٤٩) من كتاب شواهد التنزيل: ج ١، ص ٣٩٥ ورواه أيضا الطبراني في كتاب الأوسط.. كما رواه عنه في مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٣٢.
ورواه المتقي الهندي نقلا عن الطبراني والخطيب والحاكم. في كنز العمال: ج ٦ ص ١٥٨ - 159، ط 1.