وقعت حينئذ * الحديث التاسع (قوله حدثني عمر هو ابن محمد) ووقع في رواية حرملة عن ابن وهب حدثني عمر بن محمد بن زيد أي ابن عبد الله بن عمر (قوله سألني) ابن عمر عن بعض شانه يعني عمر يريد ان ابن عمر سأل أسلم مولى عمر عن بعض شان عمر (قوله فقال ما رأيت) هو مقول ابن عمر (قوله أجد) بفتح الجيم والتشديد افعل من جد إذا اجتهد وأجود افعل من الجود (قوله بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم) يحتمل ان يكون المراد بالبعدية في الصفات ولا يتعرض فيه للزمان فيتناول زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بعده فيشكل بابي بكر الصديق وبغيره من الصحابة ممن كان يتصف بالجود المفرط أو بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشكل بابي بكر الصديق أيضا ويمكن تأويله بزمان خلافته وأجود افعل من الجود أي لم يكن أحد أجد منه في الأمور ولا أجود بالأموال وهو محمول على وقت مخصوص وهو مدة خلافته ليخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من ذلك (قوله حتى انتهى) أي إلى آخر عمره وهذا بناء على أن فاعل انتهى عمر وقائل ذلك ابن عمر ويحتمل ان يكون فاعل انتهى ابن عمر أي انتهى في الاتصاف بعد أجد وأجود حتى فرغ مما عنده وقائل ذلك نافع والله أعلم * الحديث العاشر حديث أنس ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة هو ذو الخويصرة اليماني وزعم بن بشكوال انه أبو موسى الأشعري أو أبو ذر ثم ساق من حديث أبي موسى قلت يا رسول الله المرء يحب القوم ولما يلحق بهم ومن حديث أبي ذر فقلت يا رسول الله المرء يحب القوم ولا يستطيع ان يعمل بعملهم وسؤال هذين انما وقع عن العمل والسؤال في حديث الباب انما وقع عن الساعة فدل على التعدد وسيأتي في الأدب من طريق آخر عن أنس ان السائل عن الساعة أعرابي وكذا وقع عند الدارقطني من حديث أبن مسعود ان الأعرابي الذي بال في المسجد قال يا محمد متى الساعة قال وما أعددت لها فدل على أن السائل في حديث أنس هو الأعرابي الذي بال في المسجد وتقدم في الطهارة انه ذو الخويصرة اليماني كما أخرجه أبو موسى المديني في دلائل معرفة الصحابة وسيأتي شرح هذا الحديث في كتاب الأدب والمراد منه ذكر أبي بكر وعمر في حديث أنس هذا وانه قرنهما في العمل بالنبي صلى الله عليه وسلم والله * أعلم الحديث الحادي عشر حديث أبي هريرة أورده من وجهين (قوله عن أبي هريرة) كذا قال أصحاب إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن أبي سلمة وخالفهم ابن وهب فقال عن إبراهيم ابن سعد بهذا الاسناد عن أبي سلمة عن عائشة قال أبو مسعود لا اعلم أحدا تابع ابن وهب على هذا والمعروف عن إبراهيم بن سعد انه عن أبي هريرة لا عن عائشة وتابعه زكريا بن أبي زائدة عن إبراهيم ابن سعد يعني كما ذكره المصنف معلقا هنا وقال محمد بن عجلان عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة أخرجه مسلم والترمذي والنسائي قال أبو مسعود وهو مشهور عن ابن عجلان فكان أبا سلمة سمعه من عائشة ومن أبي هريرة جميعا (قلت) وله أصل من حديث عائشة أخرجه ابن سعد من طريق بن أبي عتيق عنها وأخرجه من حديث خفاف بن إيماء انه كان يصلي مع عبد الرحمن بن عوف فإذا خطب عمر سمعه يقول اشهد انك مكلم (قوله محدثون) بفتح الدال جمع محدث واختلف في تأويله فقيل ملهم قاله الأكثر قالوا المحدث بالفتح هو الرجل الصادق الظن وهو من ألقى في روعه شئ من قبل الملا الاعلى فيكون كالذي حدثه غيره به وبهذا جزم أبو أحمد
(٤٠)