من غير أن يكونوا أنبياء ولا يتم مراده الا بفرض انهم كانوا أنبياء (قوله قال ابن عباس من نبي ولا محدث) أي في قوله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا إذا تمنى الآية كان ابن عباس زاد فيها ولا محدث أخرجه سفيان بن عيينة في أواخر جامعه وأخرجه عبد بن حميد من طريقه وإسناده إلى ابن عباس صحيح ولفظه عن عمرو بن دينار قال كان ابن عباس يقرأ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث والسبب في تخصيص عمر بالذكر لكثرة ما وقع له في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من الموافقات التي نزل القرآن مطابقا لها ووقع له بعد النبي صلى الله عليه وسلم عدة اصابات * الحديث الثاني عشر حديث أبي هريرة في الذي كلمه الذئب أورده مختصرا بدون قصة البقرة وقد تقدم شرحه في مناقب أبي بكر * الحديث الثالث عشر حديث أبي أمامة عن أبي سعيد (قوله عن أبي سعيد الخدري) كذا رواه أكثر أصحاب الزهري ورواه معمر عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأبهمه أخرجه أحمد وقد تقدم في الايمان من رواية صالح بن كيسان عن الزهري فصرح بذكر أبي سعيد ووقع في التعبير من هذا الوجه عن أبي أمامة بن سهل انه سمع أبا سعيد (قوله رأيت الناس عرضوا علي الحديث) وفيه عرض على عمر وعليه قميص اجتره أي لطوله وقد تقدم من رواية صالح بلفظ يجره (قوله قالوا فما أولت ذلك) سيأتي في التعبير ان السائل عن ذلك أبو بكر ويأتي بقية شرحه هناك إن شاء الله تعالى وقد استشكل هذا الحديث بأنه يلزم منه ان عمر أفضل من أبي بكر الصديق والجواب عنه تخصيص أبي بكر من عموم قوله عرض علي الناس فلعل الذين عرضوا إذ ذاك لم يكن فيهم أبو بكر وان كون عمر عليه قميص يجره لا يستلزم ان لا يكون على أبي بكر قميص أطول منه واسبغ فلعله كان كذلك الا ان المراد كان حينئذ بيان فضيلة عمر فاقتصر عليها والله أعلم * الحديث الرابع عشر (قوله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم) هو الذي يقال له ابن علية (قوله عن المسور بن مخرمة) كذا رواه ابن علية ورواه حماد بن زيد كما علقه المصنف بعد فقال عن ابن عباس وأخرجه الإسماعيلي من رواية القواريري عن حماد بن زيد موصولا ويحتمل ان يكون محفوظا عن الاثنين (قوله لما طعن عمر) سيأتي بيان ذلك بعد في أواخر مناقب عثمان (قوله وكأنه يجزعه) بالجيم والزاي الثقيلة أي ينسبه إلى الجزع ويلومه عليه أو معنى يجزعه يزيل عنه الجزع وهو كقوله تعالى حتى إذا فزع عن قلوبهم أي أزيل عنهم الفزع ومثله مرضه إذا عانى إزالة مرضه ووقع في رواية الجرجاني وكأنه جزع هذا يرجع الضمير فيه إلى عمر بخلاف رواية الجماعة فان الضمير فيها لابن عباس ووقع في رواية حماد بن زيد وقال ابن عباس مسست جلد عمر فقلت جلد لا تمسه النار ابدا قال فنظر إلي نظرة كنت أرثى له من تلك النظرة (قوله ولئن كان ذاك) كذا في رواية الأكثر وفي رواية الكشميهني ولا كل ذلك أي لا تبالغ في الجزع فيما أنت فيه ولبعضهم ولا كان ذلك وكأنه دعاء أي لا يكون ما تخافه أو لا يكون الموت بتلك الطعنة (قوله ثم فارقت) كذا بحذف المفعول وللكشميهني ثم فارقته (قوله ثم صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم) يعني المسلمين وفي رواية بعضهم ثم صحبت صحبتهم بفتح الصاد والحاء والموحدة أي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وفيه نظر للاتيان بصيغة الجمع موضع التثنية قال عياض يحتمل ان يكون صحبت زائدة وانما هو ثم صحبتهم أي المسلمين قال
(٤٢)