حتى يأتيكم الله بخير في رواية سعيد بن داود بالرزق (قوله فقال رجل) لم اقف على اسمه (قوله ثكلتك أمك) هي كلمة تقولها العرب للانكار ولا تريد بها حقيقتها (قوله إني لارى أبا هذه) يعني خفافا (قوله وأخاها) لم أقف على اسمه وكان لخفاف ابنان الحارث ومخلد لكنهما تابعيان فوهم من فسر الأخ الذي ذكره عمر بأحدهما لان مقتضى هذه القصة أن يكون الولد المذكور صحابيا وإذا ثبت ما ذكره بن عبد البر أن لخفاف وأبيه وجده صحبة اقتضى أن يكون هؤلاء أربعة في نسق لهم صحبة وهم ولد خفاف وخفاف وإيماء ورحضة فتذاكر بهم مع بيت الصديق خلافا لمن زعم أنه لم يوجد أربعة في نسق لهم صحبة إلا في بيت الصديق وقد جمعت من وقع له ذلك ولو من طريق ضعيف فبلغوا عشرة أمثلة منهم زيد بن حارثة وأبوه وولده أسامة وولد أسامة لان الواقدي وصف أسامة بأنه تزوج في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وولد له (قوله قد حاصرا حصنا) لم أعرف الغزوة التي وقع فيها ذلك ويحتمل احتمالا قريبا أن تكون خيبر لأنها كانت بعد الحديبية وحوصرت حصونها (قوله نستفئ) بالمهملة وبالفاء وبالهمز أي نسترجع يقول هذا المال أخذته فيأ وفى رواية المحوي بالقاف بغير همزة وقوله سهماننا أي أنصبناؤنا من الغنيمة * الحديث الثاني عشر حديث سعيد بن المسيب عن أبيه في الشجرة أورده من طريق قتادة عنه ومن طريق طارق بن عبد الرحمن عن سعيد من ثلاثة طرق إلى طارق (قوله لقد رأيت الشجرة) أي التي كانت بيعة الرضوان تحتها ووقع في بعض النسخ قال محمود ثم أنسيتها (قوله ثم أتيتها بعد فلم أعرفها) بين في رواية طارق أنه أتاها في العام المقبل فلم يعرفها (قوله حدثنا محمود) هو ابن غيلان وعبيد الله هو ابن موسى وهو من شيوخ البخاري وقد يحدث عنه بواسطة كما هنا (قوله انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون لم) أقف على اسم أحد منهم وزاد الإسماعيلي من رواية قيس بن الربيع عن طارق في مسجد الشجرة (قوله نسيناها) في رواية الكشميهني والمستملي أنسيناها بضم الهمزة وسكون النون أي أنسينا موضعها بدليل فلم نقدر عليها (قوله فقال سعيد) أي بن المسيب (إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلموها وعلمتموها أنتم فأنتم أعلم قال سعيد هذا الكلام منكرا وقوله فأنتم أعلم هو على سبيل التهكم وفي رواية قيس بن الربيع أن أقاويل الناس كثيرة (قوله فرجعنا إليها العام المقبل) في رواية عفان عن أبي عوانة عند الإسماعيلي فانطلقنا في قابل حاجين كذا أطلق وهم كانوا معتمرين لكن يطلق عليها الحج كما يقال العمرة الحج الأصغر (قوله فعميت علينا) أي أبهمت في رواية عفان فعمى علينا مكانها وزاد فإن كانت بينت لكم فأنتم أعلم (قوله ذكرت عند سعيد بن المسيب الشجرة فضحك فقال أخبرني أبي وكان شهدها) زاد الإسماعيلي من طريق أبي زرعة عن قبيصة شيخ البخاري فيه أنهم أتوها من العام القابل فأنسيناها وقد قدمت الحكمة في إخفائها عنهم في باب البيعة على الحرب من كتاب الجهاد عند الكلام على حديث بن عمر في معنى ذلك لكن إنكار سعيد بن المسيب على من زعم أنه عرفها معتمدا على قول أبيه إنهم لم يعرفوها في العام المقبل لا يدل على رفع معرفتها أصلا فقد وقع عند المصنف من حديث جابر الذي قبل هذا لو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة فهذا يدل على أنه كان يضبط مكانها بعينه وإذا كان في آخر عمره بعد الزمان الطويل يضبط موضعها ففيه دلالة على أنه كان يعرفها بعينها لأن الظاهر أنها حين مقالته تلك كانت
(٣٤٤)