والخلة والمحبة والصداقة هل هي مترادفة أو مختلفة قال أهل اللغة الخلة الصداقة والمودة ويقال الخلة أرفع رتبة وهو الذي يشعر به حديث الباب وكذا قوله عليه السلام لو كنت متخذا خليلا غير ربي فإنه يشعر بأنه لم يكن له خليل من بني آدم وقد ثبتت محبته لجماعة من أصحابه كأبي بكر وفاطمة وعائشة والحسنين وغيرهم ولا يعكر على هذا اتصاف إبراهيم عليه السلام بالخلة ومحمد صلى الله عليه وسلم بالمحبة فتكون المحبة ارفع رتبة من الخلة لأنه يجاب عن ذلك بان محمدا صلى الله عليه وسلم قد ثبت له الأمران معا فيكون رجحانه من الجهتين والله أعلم وقال الزمخشري الخليل هو الذي يوافقك في خلالك ويسايرك في طريقك أو الذي يسد خلك وتسد خلله أو يداخلك خلال منزلك انتهى وكأنه جوز ان يكون اشتقاقه مما ذكر وقيل أصل الخلة انقطاع الخليل إلى خليله وقيل الخليل من يتخلله سرك وقيل من لا يسع قلبه غيرك وقيل أصل الخلة الاستصفاء وقيل المختص بالمودة وقيل اشتقاق الخليل من الخلة بفتح الخاء وهي الحاجة فعلى هذا فهو المحتاج إلى من يخاله وهذا كله بالنسبة إلى الانسان اما خلة الله للعبد فبمعنى نصره له ومعاونته الحديث الثالث حديث ابن الزبير في المعنى وسيأتي الكلام على ما يتعلق منه بالجد في كتاب الفرائض إن شاء الله تعالى والمراد بقوله كتب أهل الكوفة بعض أهلها وهو عبد الله بن عتبة بن مسعود وكان بن الزبير جعله على قضاء الكوفة أخرجه أحمد من طريق سعيد بن جبير قال كنت عند عبد الله بن عتبة وكان بن الزبير جعله على القضاء فجاءه كتابه كتبت تسألني عن الجد فذكر نحوه وزاد بعد قوله لاتخذت أبا بكر ولكنه أخي في الدين وصاحبي في الغار ووقع في رواية أحمد من طريق بن جريج عن ابن أبي مليكة في هذا الحديث لو كنت متخذا خليلا سوى الله حتى ألقاه * الحديث الرابع حديث محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه (قوله أتت امرأة) لم اقف على اسمها (قوله أرأيت) أي أخبرني (قوله إن جئت ولم أجدك كأنها تقول الموت) في رواية يزيد بن هارون عن إبراهيم بن سعد البلاذري قالت فان رجعت فلم أجدك تعرض بالموت وكذا عند الإسماعيلي من طريق ابن معمر عن إبراهيم وهو يقوي جزم القاضي عياض انه كلام جيد وفي رواية الحميدي الآتي ذكرها في الاحكام كأنها تعني الموت ومرادها ان جئت فوجدتك قدمت ماذا اعمل واختلف في تعيين قائل كأنها فجزم عياض بأنه جبير بن مطعم راوي الحديث وهو الظاهر ويحتمل من دونه وروى الطبراني من حديث عصمة بن مالك قال قلنا يا رسول الله إلى من ندفع صدقات أموالنا بعدك قال إلى أبي بكر الصديق وهذا لو ثبت كان أصرح في حديث الباب من الإشارة إلى أنه الخليفة بعده لكن إسناده ضعيف وروى الإسماعيلي في معجمه من حديث سهل بن أبي خيثمة قال بايع النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيا فسأله ان اتى عليه أجله من يقضيه فقال أبو بكر ثم سأله من يقضيه بعده قال عمر الحديث وأخرجه الطبراني في الأوسط من هذا الوجه مختصرا وفي الحديث ان مواعيد النبي صلى الله عليه وسلم كانت على من يتولى الخلافة بعده تنجيزها وفيه رد على الشيعة في زعمهم انه نص على استخلاف علي والعباس وسيأتي شيء من ذلك في باب الاستخلاف من كتاب الأحكام إن شاء الله تعالى * الحديث الخامس (قوله حدثنا أحمد بن أبي الطيب) هو المروزي بغدادي الأصل يكنى أبا سلمان واسم أبيه سليمان وصفه أبو زرعة بالحفظ وضعفه أبو حاتم وليس له في البخاري غير هذا الحديث وقد
(١٦)