أو هو كما يقال تابع الذكر يكون أنثى وبالعكس (قوله اعرف فيها الفزع) بفتح الفاء والزاي أي الخوف وفي رواية محمد بن كعب ان ذلك كان وهو بين النائم واليقظان (قوله ألم تر الجن وإبلاسها بالموحدة والمهملة والمراد به اليأس ضد الرجاء وفي رواية أبي جعفر عجبت للجن وإبلاسها وهو أشبه باعراب بقية الشعر ومثله لمحمد بن كعب لكن قال وتحساسها بفتح المثناة وبمهملات أي انها فقدت أمرا فشرعت تفتش عليه (قوله ويأسها من بعد انكاسها) اليأس بالتحتانية ضد الرجاء والانكاس الانقلاب قال ابن فارس معناه انها يئست من استراق السمع بعد أن كانت قد ألفته فانقلبت عن الاستراق قد يئست من السمع ووقع في شرح الداودي بتقديم السين على الكاف وفسره بأنه المكان الذي ألفته قال ووقع في رواية من بعد ايناسها أي انها كانت أنست بالاستراق ولم أر ما قاله في شئ من الروايات وقد شرح الكرماني على اللفظ الأول الذي ذكره الداودي وقال الانساك جمع نسك والمراد به العبادة ولم أر هذا القسيم في غير الطريق التي أخرجها البخاري وزاد في رواية الباقر ومحمد بن كعب وكذا عند البيهقي موصولا من حديث البراء بن عازب بعد قوله وأحلاسها تهوي إلى مكة تبغي الهدى * ما مؤمنوها مثل أرجاسها فاسم إلى الصفوة من هاشم * واسم بعينيك إلى رأسها وفي روايتهم ان الجني عاوده ثلاث ليال ينشده هذه الأبيات مع تغيير قوافيها فجعل بدل قوله أبلاسها تطلابها أوله مثناة وتارة تجأرها بجيم وهمزة وبدل قوله أحلاسها أقتابها بقاف ومثناة جمع قتب وتارة أكوارها وبدل قوله ما مؤمنوها مثل أرجاسها ليس قداماها كأذنابها وتارة ليس ذوو الشر كأخيارها وبدل قوله رأسها نابها وتارة قال ما مؤمنو الجن ككفارها وعندهم من الزيادة أيضا انه في كل مرة يقول له قد بعث محمد فانهض إليه ترشد وفي الرواية المرسلة قال فارتعدت فرائصي حتى وقعت وعندهم جميعا انه لما أصبح توجه إلى مكة فوجد النبي صلى الله عليه وسلم قد هاجر فأتاه فأنشده أبياتا يقول فيها أتاني رئي بعد ليل وهجعة * ولم يك فيما قد بلوت بكاذب ثلاث ليال قوله كل ليلة * اتاك نبي من لؤي بن غالب يقول في اخرها فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة * سواك بمغن عن سواد بن قارب وفي اخر الرواية المرسلة فالتزمه عمر وقال لقد كنت أحب ان اسمع هذا منك (قوله ولحوقها بالقلاص وأحلاسها) القلاص بكسر القاف وبالمهملة جمع قلص بضمتين وهو جمع قلوص وهي الفتية من النياق والأحلاس جمع حلس بكسر أوله وسكون ثانيه وبالمهملتين وهو ما يوضع على ظهور الإبل تحت الرحل ووقع هذا القسيم غير موزون وفي رواية الباقر ورحلها العيس بأحلاسها وهذا موزون والعيس بكسر أوله وسكون التحتانية وبالمهملتين الإبل (قوله قال عمر صدق بينما انا عند آلهتهم) ظاهر هذا ان الذي قص القصة الثانية هو عمر وفي رواية ابن عمر وغيره ان الذي قصها هو سواد بن قارب ولفظ ابن عمر عند البيهقي قال لقد رأى عمر رجلا فذكر القصة قال فأخبرني عن بعض ما رأيت قال إني ذات ليلة بواد إذ سمعت صائحا يقول يا جليح خبر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله عجبت للجن وإبلاسها فذكر القصة ثم ساق من طريق أخرى مرسلة قال
(١٣٧)