عليه أو يمنعونه من الاجتماع به أو يخدعونه حتى يرجع عنه (قوله فرآه علي بن أبي طالب وهذا يدل على أن قصة أبي ذر وقعت بعد المبعث بأكثر من سنتين بحيث يتهيأ لعلي ان يستقل بمخاطبة الغريب ويضيفه فان الأصح في سن علي حين المبعث كان عشر سنين وقيل أقل من ذلك وهذا الخبر يقوي القول الصحيح في سنه (قوله فعرف انه غريب) في رواية أبي قتيبة فقال كأن الرجل غريب قلت نعم (قوله فلما رآه تبعه) في رواية أبي قتيبة قال فانطلق إلى المنزل فانطلقت معه (قوله اما نال للرجل) أي اما حان يقال نال له بمعنى آن له ويروى اما آن بمد الهمزة وانى بالقصر وبفتح النون وكلها بمعنى وقد تقدم في قصة الهجرة في قول أبي بكر الصديق اما آن للرحيل مثله وقوله إن يعلم منزله أي مقصده ويحتمل ان يكون علي أشار بذلك إلى دعوته إلى بيته لضيافته ثانيا وتكون إضافة المنزل إليه مجازية لكونه قد نزل به مرة ويؤيد الأول قول أبي ذر في جوابه قلت لا كما في رواية أبي قتيبة (قوله يوم الثالث) كذا فيه وهو كقولهم مسجد الجامع وليس من إضافة الشئ إلى نفسه عند التحقيق (قوله فعاد علي على مثل ذلك) في رواية الكشميهني فغدا على مثل ذلك وفي رواية أبي قتيبة فقال فانطلق معي (قوله لترشدنني) كذا للأكثر بنونين وفي رواية الكشميهني بواحدة مدغمة (قوله فأخبرته) كذا للأكثر وفيه التفات وفي رواية الكشميهني فأخبره على نسق ما تقدم (قوله قمت كأني أريق الماء) في رواية أبي قتيبة كأني أصلح نعلي ويحمل على أنه قالهما جميعا (قوله فانطلق يقفوه) أي يتبعه (قوله ودخل معه) قال الداودي فيه الدخول بدخول المتقدم وكأن هذا قبل آية الاستئذان وتعقبه ابن التين فقال لا تؤخذ الاحكام من مثل هذا (قلت) وفي كلام كل منهما من النظر ما لا يخفى (قوله فسمع من قوله واسلم مكانه) كأنه كان يعرف علامات النبي فلما تحققها لم يتردد في الاسلام هكذا في هذه الرواية ومقتضاها ان التقاء أبي ذر بالنبي صلى الله عليه وسلم كان بدلالة علي وفي رواية عبد الله بن الصامت ان أبا ذر لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر في الطواف بالليل قال فلما قضى صلاته قلت السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته قال فكنت أول من حياه بالسلام قال من أين أنت قلت من بني غفار قال فوضع يده على جبهته فقلت كره ان انتميت إلى غفار فذكر الحديث في شأن زمزم وانه استغنى بها عن الطعام والشراب ثلاثين من بين يوم وليلة وفيه فقال أبو بكر ائذن لي يا رسول الله في طعامه الليلة وانه أطعمه من زبيب الطائف الحديث وأكثره مغاير لما في حديث ابن عباس هذا عن أبي ذر ويمكن التوفيق بينهما بأنه لقيه أولا مع علي ثم لقيه في الطواف أو بالعكس وحفظ كل منهما عنه ما لم يحفظ الآخر كما في رواية عبد الله بن الصامت من الزيادة ما ذكرناه ففي رواية ابن عباس أيضا من الزيادة قصته مع علي وقصته مع العباس وغير ذلك وقال القرطبي في التوفيق بين الروايتين تكلف شديد ولا سيما ان في حديث عبد الله بن الصامت ان أبا ذر أقام ثلاثين لا زاد له وفي حديث ابن عباس انه كان معه زاد وقربة ماء إلى غير ذلك (قلت) ويحتمل الجمع بأن المراد بالزاد في حديث ابن عباس ما تزوده لما خرج من قومه ففرغ لما أقام بمكة والقربة التي كانت معه كان فيها الماء حال السفر فلما أقام بمكة لم يحتج إلى ملئها ولم يطرحها ويؤيده انه وقع في رواية أبي قتيبة المذكورة فجعلت لا اعرفه وأكره ان اسأل عنه واشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد الحديث (قوله ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري) في رواية أبي
(١٣٣)