عليه وسلم لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد وأخفت في الله وما يخاف أحد الحديث واخرج ابن عدي من حديث جابر رفعه ما اوذي أحد ما أوذيت ذكره في ترجمة يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر ويوسف ضعيف وقد استشكل بما جاء من صفات ما اوذي به الصحابة كما سيأتي لو ثبت وهو محمول على معنى حديث أنس وقيل معناه انه أوحي إليه ما اوذي به من قبله فتأذى بذلك زيادة على ما آذاه قومه به وروى ابن إسحاق من حديث ابن عباس وذكر الصحابة فقال والله ان كانوا ليضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه حتى ما يقدر ان يستوي جالسا من شدة الضر حتى يقولوا له اللات والعزى الهك من دون الله فيقول نعم وروى ابن ماجة وابن حبان من طريق زر بن مسعود قال أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه واما أبو بكر فمنعه الله بقومه واما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم ادراع الحديد وأوقفوهم في الشمس الحديث وأجيب بأن جميع ما اوذي به أصحابه كان يتأذى هو به لكونه بسببه واستشكل أيضا بما اوذي به الأنبياء من القتل كما في قصة زكريا وولده يحيى ويجاب بأن المراد هنا غير ازهاق الروح ثم ذكر المصنف في الباب أحاديث * الحديث الأول (قوله حدثنا) بيان هو ابن بشر وإسماعيل هو ابن أبي خالد وقيس هو ابن أبي حازم وخباب بالمعجمة والموحدتين الأولى ثقيلة (قوله بردة) كذا للأكثر بالتنوين وللكشميهني بالهاء والأول أرجح فقد تقدم في علامات النبوة من وجه اخر بلفظ بردة له (قوله الا تدعوا الله لنا) زاد في الرواية التي في المبعث الا تستنصر لنا (قوله فقعد وهو محمر وجهه) أي من اثر النوم ويحتمل ان يكون من الغضب وبه جزم ابن التين (قوله لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد) كذا للأكثر بكسر الميم وللكشميهني أمشاط هو جمع مشط بكسر الميم وبضمها يقال مشاط وأمشاط كرماح وأرماح وأنكر ابن دريد الكسر في المفرد والأشهر في الجمع مشاط ورماح (قوله ما دون عظامه من لحم أو عصب) في الرواية الماضية ما دون لحمه من عظم أو عصب (قوله ويوضع الميشار) بكسر الميم وسكون التحتانية بهمز وبغير همز تقول وشرت الخشبة واشرتها ويقال فيه بالنون وهي أشهر في الاستعمال ووقع في الرواية الماضية يحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار قال ابن التين كان هؤلاء الذين فعل بهم ذلك أنبياء أو اتباعهم قال وكان في الصحابة من لو فعل به ذلك لصبر إلى أن قال وما زال خلق من الصحابة واتباعهم فمن بعدهم يؤذون في الله ولو أخذوا بالرخصة لساغ لهم (قوله وليتمن الله هذا الامر بالنصب وفي الرواية الماضية والله ليتمن هذا الامر بالرفع والمراد بالامر الاسلام (قوله زاد بيان والذئب على غنمه) هذا يشعر بأن في الرواية الماضية ادراجا فإنه أخرجها من طريق يحيى القطان عن إسماعيل وحده وقال في آخرها ما يخاف الا الله والذئب على غنمه وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق محمد بن الصباح وخلاد بن أسلم وعبدة بن عبد الرحيم كلهم عن ابن عيينة به مدرجا وطريق الحميدي أصح وقد وافقه ابن أبي عمر أخرجه الإسماعيلي من طريقه مفصلا أيضا * (تنبيه) * قوله والذئب هو بالنصب عطفا على المستثنى منه لا المستثنى كذا جزم به الكرماني ولا يمتنع ان يكون عطفا على المستثنى والتقدير ولا يخاف الا الذئب على غنمه لان مساق الحديث انما هو للأمن من عدوان بعض الناس على بعض كما كانوا في الجاهلية لا للأمن من عدوان الذئب فان ذلك انما يكون في
(١٢٦)