صالحي الطير والا فبالعكس ويحتمل ان يكون قولهم هذا دعاء للميت ويحتمل أن تكون ما نافية ولفظ مرتين من تمام الكلام أي لا تكوني في أهلك مرتين المرة الواحدة التي كنت فيهم انقضت ولست بعائدة إليهم مرة أخرى ويحتمل أن تكون ما استفهامية أي كنت في أهلك شريفة فأي شئ أنت الان يقولون ذلك حزنا وتأسفا عليه * الثامن حديث عمر في قولهم أشرق ثبير وقد تقدم شرحه في كتاب الحج مستوفى وقوله حتى تشرق الشمس قال ابن التين ضبط بفتح أوله وضم الراء والمعروف بضم أوله وكسرها * التاسع (قوله حدثكم يحيى بن المهلب) هو البجلي يكنى أبا كدينة بالتصغير والنون وهو كوفي موثق ماله في البخاري سوى هذا الموضع (قوله ملأى متتابعة) كذا جمع بينهما وهما قولان لأهل اللغة تقول أدهقت الكأس إذا ملأتها وادهقت له إذا تابعت له السقي وقيل أصل الدهق الضغط والمعنى انه ملا اليد بالكأس حتى لم يبق فيها متسع لغيرها (قوله قال وقال ابن عباس) القائل هو عكرمة وهو موصول بالاسناد المذكور (قوله سمعت أبي) هو العباس بن عبد المطلب (قوله في الجاهلية) أي وقع سماعي لذلك منه في الجاهلية والمراد بها جاهلية نسبية لا المطلقة لان ابن عباس لم يدرك ما قبل البعثة بل لم يولد الا بعد البعث بنحو عشر سنين فكأنه أراد أنه سمع العباس يقول ذلك قبل ان يسلم (قوله اسقنا كأسا دهاقا) في رواية الإسماعيلي من وجه اخر عن حصين عن عكرمة عن ابن عباس سمعت أبي يقول لغلامه أدهق لنا أي املا لنا أو تابع لنا انتهى وهو بمعنى ما ساقه البخاري * الحديث العاشر (قوله سفيان) هو الثوري (قوله عن عبد الملك) هو ابن عمير ولأحمد عن عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري حدثنا عبد الملك بن عمير ولمسلم من هذا الوجه عن عبد الملك حدثنا أبو سلمة وله من طريق إسرائيل عن عبد الملك عن أبي سلمة بن عبد الرحمن سمعت أبا هريرة (قوله أصدق كلمة قالها الشاعر) يحتمل ان يريد بالكلمة البيت الذي ذكر شطره ويحتمل ان يريد القصيدة كلها ويؤيد الأول رواية مسلم من طريق شعبة وزائدة فرقهما عن عبد الملك بلفظ ان أصدق بيت قاله الشاعر وليس في رواية شعبة ان ووقع عنده في رواية شريك عن عبد الملك بلفظ اشعر كلمة تكلمت بها العرب فلولا ان في حفظ شريك مقالا لرفع هذا اللفظ الاشكال الذي أبداه السهيلي على لفظ رواية الصحيح بلفظ أصدق إذ لا يلزم من لفظ أشعر ان يكون أصدق نعم السؤال باق في التعبير بوصف كل شئ بالبطلان مع اندراج الطاعات والعبادات في ذلك وهي حق لا محالة وكذا قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه بالليل أنت الحق وقولك الحق والجنة حق والنار حق الخ وأجيب عن ذلك بان المراد بقول الشاعر ما عدا الله أي ما عداه وعدا صفاته الذاتية والفعلية من رحمته وعذابه وغير ذلك فلذلك ذكر الجنة والنار أو المراد في البيت بالبطلان الفناء لا الفساد فكل شئ سوى الله جائز عليه الفناء لذاته حتى الجنة والنار وانما يبقيان بابقاء الله لهما وخلق الدوام لأهلهما والحق على الحقيقة من لا يجوز عليه الزوال ولعل هذا هو السر في اثبات الألف واللام في قوله أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق وحذفهما عند ذكر غيرهما والله أعلم وفي إيراد البخاري هذا الحديث في هذا الباب تلميح بما وقع لعثمان بن مظعون بسبب هذا البيت مع ناظمه لبيد بن ربيعة قبل إسلامه والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة وقريش في غاية الأذية للمسلمين فذكر ابن إسحاق عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عمن حدثه عن عثمان ابن مظعون انه لما رجع من الهجرة الأولى إلى الحبشة دخل مكة في جوار الوليد بن المغيرة فلما رأى
(١١٥)