والأرضين السبع واشهد عليكم أباكم آدم ان تقولوا يوم القيامة لم نعلم أو تقولوا انا كنا عن هذا غافلين فلا تشركوا أبى شيئا فانى أرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وانزل عليكم كتبي فقالوا نشهد انك ربنا والهنا لا رب لنا غيرك ولا اله لنا غيرك ورفع لهم أبوهم آدم فنظر إليهم فرأى فيهم الغنى والفقير وحسن الصورة وغير ذلك فقال رب لو سويت بين عبادك فقال إني احسب ان أشركوا ورأي فيهم الأنبياء مثل السرج وخصوا بميثاق آخر بالرسالة والنبوة فذلك قوله عز وجل وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح الآية وهو قوله تعالى فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله وذلك قوله هذا نذير من النذر الأولى وقوله وما وجدنا لا كثرهم من عهد وان وجدنا أكثرهم لفاسقين وهو قوله ثم بعثنا من بعدهم رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كان في علمه بما أقروا به من يكذب به ومن يصدق به فكان روح عيسى من تلك الأرواح التي اخذ عليها الميثاق في زمن آدم فأرسل ذلك الروح إلى مريم حين انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا إلى قوله مقضيا فحملته قال حملت الذي خاطبها وهو روح عيسى عليه السلام قال أبو جعفر فحدثني الربيع بن انس عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال دخل من فيها (1) هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
(حدثنا) أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ثنا حامد بن أبي حامد المقرى ثنا إسحاق بن سليمان قال سمعت مالك بن انس يذكر و (أخبرني) أبو بكر بن أبي نصر ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ثنا عبد الله بن مسلمة فيما قرئ على مالك عن زيد بن أبي أنيسة ان عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره عن مسلم بن يسار الجهني ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية وإذا خذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين فقال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله