أقول: قد تقدم في التعليقات السابقة ان الشيخ المفيد والكراچكي والسيد الرضي وابن شعبة وابن أبي جمهور والعلامة أيضا رووا بعض فقرات هذه الوصية الشريفة، وكذلك كثير من فقراتها قد تكلم به أمير المؤمنين عليه السلام في غير واحد من كلماته الكريمة، كما لا يخفى على من أحاط خبرا بنهج البلاغة ونهج السعادة، وخطبة الوسيلة، ووصيته (ع) إلى السبط الأكبر (ع)، والمختار الأول والثاني والثالث والرابع والخامس من الباب الأول من دستور معالم الحكم وغيره، فقد تحقق بتراكم الشواهد الداخلية والخارجية ان كون الوصية الشريفة من كلام سيد البلغاء والموحدين وأمير المؤمنين (ع) أمر جلي، والأريب لا يمكنه أن يناقش فيها، وأرباب اللب والانصاف بعض ما تقدم يكفيها، فتبصر واستقم، ولا تكونن من الممترين.
(٤٠٤)