وفرض الله على اللسان، القول والتعبير بما عقد عليه وأقر به، قال الله تبارك وتعالى: وقولوا للناس حسنا (19). وقال: قولوا آمنا بالله وما انزل الينا وما أنزل إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون (20).
فهذا ما فرض الله على اللسان وهو عمله.
وفرض على السمع ان يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله، وان يعرض عما لا يحل له، مما نهى الله عز وجل عنه، والاصغاء إلى ما أسخط الله عز وجل فقال في ذلك: وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره (21).
ثم استثنى الله عز وجل موضع النسيان، فقال: وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين (22). وقال: فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هديهم الله وأولئك هم أولوا الألباب (23). وقال عز وجل: قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكوة فاعلون (24).
وقال: إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه، وقالوا لنا اعمالنا ولكم أعمالكم (25).
وقال: وإذا مروا باللغو مروا كراما (26). فهذا ما فرض الله على السمع من الايمان أن لا يصغى إلى مالا يحل له، وهو عمله، وهو من الايمان.