بشئ يغيب عن الحواس؟
فان قلت: إن هذا علم بالغيب بنحو جزئي وليس مثل ما ادعيتم لائمة أهل البيت (ع)، مع أن هذا القسم خارج عن محل النزاع لأنه باعلام الله لنبيه بالوحي، والنبي أيضا أعلم أمته بذلك.
قلنا: انكم ادعيتم ان المستفاد من الآيات ان الغيب لله، ويستحيل ان يعلمه غير الله، وإلا يكون مناقضا للآيات، ومخالفا لها وهو باطل، وقد اعترفتم الان ان التصديق ببعض ما غاب عنا والعلم بشئ ما، لا ينافي الآيات، وهذا المقدار يكفينا في نفي ما قلتم من أنه لا يعلم الغيب الا الله، وفي عدم التنافي بين كون الغيب لله وعلم الأئمة بالغيب.
واما ما قلتم: ان هذا خارج عن محل البحث، لأنه باعلام القرآن والنبي فعجيب، لان هذا عين ما ندعيه لأنا نعتقد ان الرسول يتلقى الغيب من الله تعالى كما قال الله تعالى: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول " والأئمة يتلقون من رسول الله (ص) كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الخبر المتواتر: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وكما قال أمير المؤمنين (ع) في الخبر الصحيح المتفق عليه: علمني رسول الله (ص) الف باب من العلم، يفتح من كل باب الف باب. وفي خبر: ينفتح من كل باب ألف الف باب من العلم.
نعم، قد يلهم الله تبارك وتعالى وليه ببعض الغيوب بلا وساطة النبي صلى الله عليه وآله كما أنه تبارك قد يري ويلهم نبيه في المنام أو في اليقظة ببعض الغيوب بلا واسطة امين الوحي، كما أرى نبيه انه دخل مسجد الحرام مع أصحابه محلقين آمنين، وكما أراه في المنام ان جماعة من بني أمية ينزون على منبره نزو القردة.
بل قد يلهم الله بالغيب غير النبي والولي أيضا كما قال الله تبارك وتعالى: