واعلموا أن صحبة العالم (6) واتباعه دين يدان الله به (7) وطاعته مكسبة للحسنات، ممحاة للسيئات، وذخيرة للمؤمنين، ورفعة في حياتهم (8)، وجميل الأحدوثة
(6) وفى بعض نسخ الكافي: واعلموا أن محبة العالم وأتباعه دين.. الخ.
قال الفيض (ره): العالم هنا يحتمل معنيين: أحدهما الامام المعصوم، والثاني الأعم منه ومن كل عالم عامل بعلمه، والأول أظهر.
(7) المراد من الدين هنا: الطريقة، هذا ان قرئ بكسر الدال على ما هو الظاهر، ويحتمل فتح الدال أيضا، وهو - بالفتح - بمعنى القرض المؤجل، وقوله (ع): يدان الله به، اما ان يقصد به الجزاء كما في قولهم: كما تدين تدان ودان فلانا أي جازاه، واما ان يقصد به الطاعة كما قالوا دان زيد الخليفة أي أطاعه.
وعلى التقديرين الفعل من باب باع، ولكن المراد يختلف، (فعلى الوجه الأول) فمعناه: ان الله يجزى بمحبة العالم أو بصحبته، أي ان جزاء نعم الله وشكر آلاء الله تبارك وتعالى هو صحبة العالم أو محبته.
كما في الحديث المعتبر: الصوم لي وأنا أجزى به، وفيه من المبالغة مالا يحيط به البيان، (واما على الوجه الثاني) فمعناه: أن محبة العالم أو صحبته دين أي طريق يطاع الله به، وفيه حث على اتباع العالم والتمسك بذيل محبته، بأن اتباعه عين اتباع الله وإطاعته، فيكون الكلام نظير الآية 79 من النساء: من يطع الرسول فقد أطاع الله الخ.
وعلى التقديرين تتجلى صحة ما قاله المحقق الكاشاني (ره): من أن المراد من العالم - هنا - على الأظهر هو الامام المعصوم.
(8) وفى بعض نسخ الكافي: ورحمة فيهم في حياتهم، وجميل بعد مماتهم.