[و] لا يكونن المحسن والمسيئ عندك بمنزلة سواء، فإن ذلك تزهيد لأهل الاحسان في الاحسان، وتدريب لأهل الإساءة على الإساءة، فألزم كلا منهم ما ألزم نفسه (36) أدبا منك ينفعك الله به وتنفع به أعوانك (37).
ثم اعلم أنه ليس شئ بأدعى لحسن ظن وال برعيته من إحسانه إليهم، وتخفيفه المؤونات عليهم، وقلة استكراهه إياهم على ما ليس له قبلهم (38) فليكن [منك] في ذلك أمر يجتمع لك به حسن ظنك برعيتك، فإن حسن الظن يقطع عنك نصبا طويلا (39).