وسروات المهاجرين والأنصار، فاني تغامزني يا بن عثمان (ه) فقال عمرو:
يا قوم أما تسمعون بما يجبهني به هذا العبد، فقام مروان بن الحكم فجلس إلى جنب عمرو ابن عثمان، فقام الحسين بن علي عليه السلام فجلس إلى جنب أسامة فقام عتبة بن أبي سفيان فجلس إلى جنب عمرو، فقام عبد الله بن عباس فجلس إلى جنب أسامة، فقام سعيد بن العاص فجلس إلى جنب عمرو، فقام عبد الله بن جعفر فجلس إلى جنب أسامة، فلما رآهم معاوية قد صاروا فريقين من بني هاشم وبني أمية، خشي أن يعظم البلاء، فقال: ان عندي من هذا الحابط لعلما قالوا: فقل بعلمك فقد رضيا. فقال معاوية: أشهد ان رسول الله صلى الله عليه، جعله لأسامة ابن زيد. قم يا أسامة فأقبض حائطك هنيئا مريئا. فقام أسامة والهاشميون وجزوا معاوية خيرا، فأقبل عمرو بن عثمان على معاوية فقال لا جزاك الله عن الرحم خيرا ما زدت على أن كذبت قولنا وفسخت حجتنا وشمت بنا عدونا. فقال معاوية ويحك يا عمرو اني لما رأيت هؤلاء الفتية من بني هاشم قد اعتزلوا ذكرت أعينهم تدور إلي من تحت المغافر بصفين، فكاد يختلط علي عقلي، وما يؤمنني يا بن عثمان منهم وقد أحلوا بأبيك ما أحلوا ونازعوني نفسي حتى نجوت منهم بعد نبأ عظيم، وخطب جسيم، فانصرف فنحن مخلفون لك خيرا من حايطك انشاء الله.
ونقل ابن أبي الحديد، في شرح المختار (156) من خطب نهج البلاغة: ج 9 ص 192، وتواليها عن الشيخ أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني كلاما طويلا في جهات انحراف أم المؤمنين عن أمير المؤمنين (ع) ومنه:
(فلما ثقل رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه، أنفذ جيش أسامة، وجعل فيه أبا بكر وغيره من أعلام المهاجرين والأنصار، فكان علي عليه السلام حينئذ يوصله إلى الامر، ان حدث برسول الله صلى الله عليه وآله حدث أوثق،