أما والله لقد كان أصحاب رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] (3) وهم يكابدون هذا الليل يراوحون بين جباههم وركبهم (4) كأن زفير النار في آذانهم، فإذا أصبحوا أصبحوا غبرا صفرا بين أعينهم شبه ركب
(٣) كذا في الحديث (١١) من الجزء الرابع من أمالي الشيخ رحمه الله ص ٦٢، وذيل المختار: (٩٥) من خطب نهج البلاغة، والحديث: (٢١) من الباب:
(٩٩) من كتاب الإيمان والكفر من الكافي: ج ٢ ص ٢٣٦، وفي نسخة الأمالي هكذا: (ص).
(4) يقال: (كابد الأمر مكابدة): قاساه وتحمل المشاق في فعله.
وكابد المسافر الليل: ركب هوله وصعوبته. والجباه: جمع الجبهة. والركب - كصرد -: جمع الركبة بالضم فالسكون، يقال: (راوح بين رجليه) أي قام على كل منهما مرة. وراوح بين العملين: اشتغل بهذا مرة، وبهذا مرة أخرى.
وفي ذيل المختار: (95) من نهج البلاغة: (لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فما أرى أحدا يشبههم لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا وقد باتوا سجدا وقياما يراوحون بين جباههم وخدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم...).