نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٢ - الصفحة ٤٦٥
على مالك فليبك ذو الليث معولا * إذا ذكرت في الفيلقين المعارك إذا ابتدر الخطي وانتدب الملا * وكان غياث القوم نصر مواشك إذا ابتدرت يوما قبائل مذحج * ونودي بها أين المظفر مالك فلهفي عليه حين تختلف القنا * ويرعش للموت الرجال الصعالك ولهفي عليه حين دب له الردى * وذيف له سم من الموت حانك فلو بارزوه يوم يبغون هلكه * لكانوا بإذن الله ميث وهالك ولو مارسوه ما رسوا ليث غابة * له كالتي (6) لا ترقد الليل فاتك فقل لابن هند: لو منيت بمالك * وفي كفه ماضي الضريبة باتك لألفيت هندا تشتكي علن الردى (7) * تنوح وتحبوها النساء العواتك

(6) قال في هامش الأصل: ولعل صوابه: (له كلأة لا ترقد الليل فاتك).
(7) الردى: اهلاك. والكلام من باب إضافة الصفة إلى الموصوف.
وتحبوها: تنصرها والعواتك: جمع عاتكة أحمر. أي النساء الخادشات الوجوه.
ثم إن هذه المرثية ذكرناها تحفظا على معالي المالك، وامتثالا لأمر أمير المؤمنين: (وعلى مثل مالك فلتبك البواكي). وطبع الحال يقتضي أن يكون لبطل المؤمنين وضرغام المحقين ثناء غير معدود ومراثي غير محصورة من رهطه وعشيرته وممن هو على رأيه من شيعة أهل البيت عليهم السلام ولكن سلطة أعداء أهل البيت من أول الأمر إلى يومنا هذا أفنت وأعدمت ما دون وكتب من مزايا أهل البيت وشيعتهم ومالهم من المكارم فلم يبق منها إلا نزر يسير مطوي في الجوامع أو بعض ما بقي من الكتب مغفولا عنه في زوايا الاختفاء.
وذلك لعناية الله على كرامة أولياء فعلى أولياء أهل البيت البحث والتنقيب عن مناقبهم ومآثر أجلاء شيعتهم فإن في هذا القليل الباقي أيضا البلاغ والكفاف ولله الحجة البالغة.
(٤٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 ... » »»
الفهرست