نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٢ - الصفحة ٣١٥
عن عمر مولى غفرة، قال: لما رجع علي عليه السلام من صفين إلى الكوفة، أقام الخوارج حتى جموا (1) ثم خرجوا إلى صحراء بالكوفة تسمى حروراء فنادوا: لا حكم إلا لله ولو كره المشركون، ألا إن عليا ومعاوية أشركا في حكم الله!!!
فأرسل علي عليه السلام إليهم عبد الله بن عباس فنظر في أمرهم وكلمهم ثم رجع إلى علي عليه السلام فقال له: ما رأيت؟ فقال ابن عباس: والله ما أدري ما هم! فقال له علي عليه السلام: رأيتهم منافقين؟! فقال:
والله ما سيماهم بسيما المنافقين، إن بين أعينهم لأثر السجود، وهم يتأولون القرآن (2) فقال علي عليه السلام: دعوهم ما لم يسفكوا دما أو يغصبوا مالا. وأرسل إليهم: ما هذا الذي أحدثتم وما تريدون؟ قالوا: نريد أن نخرج نحن وأنت ومن كان معنا بصفين ثلاث ليال ونتوب إلى الله من أمر الحكمين، ثم نسير إلى معاوية فنقاتله حتى يحكم الله بيننا وبينه. فقال علي عليه السلام: فهلا قلتم هذا حين بعثنا الحكمين (3) وأخذنا منهم العهد.
وأعطيناهموه، ألا قلتم هذا حينئذ؟! قالوا: كنا قد طالت الحرب علينا واشتد البأس، وكثر الجراح وخلا الكراع (4) والسلاح!! فقال لهم:

(١) يقال: (جم القوم - من باب مد - وفر - جموما) كفلوسا -:
استراحوا وكثروا.
(٢) والمحكي عن بعض النسخ: (ويتأولون القرآن) ولعل الصواب:
(ويتلون القرآن).
(3) أي حين أردنا بعث الحكمين قبل كتابة كتاب العهد وإمضائه.
(4) الكراع - كغراب -: اسم يطلق على الخيل والبغال والحمير.
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست