نشدتكم بالله أتعلمون أنهم حين رفعوا المصاحف، فقلتم: نجيبهم إلى كتاب الله. قلت: لكم: إني أعلم بالقوم منكم، إنهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، إني صحبتهم وعرفتهم أطفالا ورجالا فكانوا شر رجال وشر أطفال، أمضوا على حقكم وصدقكم إنما رفع القوم لكم هذه المصاحف خديعة ووهنا ومكيدة، فرددتم علي رأيي، وقلتم:
لا بل نقبل منهم. فقلت: لكم اذكروا قولي لكم ومعصيتكم إياي، فلما أبيتم إلا الكتاب اشترطت على الحكمين أن يحييا ما أحياه القرآن وأن يميتا ما أماته القرآن، فإن حكما بحكم القرآن فليس لنا أن نخالف حكم من حكم بما في الكتاب، وإن أبيا فنحن من حكمهما براء.