فقلت: يا ابنة! إنه قال: إنه من سر النساء.
فقالت أم الخير: كيف لا أدعو على أبي وقد زوجني ساحرا، فقالت لها:
يا بنية! لا تقولي هذا، فلئن في أبيك ولا فيه أريني فما الذي حدث؟
قالت: يا عمة، والله! ما هو طلع حقا إلا انعزلت إلى الصلاة وحدث مني ما يحدث من النساء، فضربت يدي إلى أثوابي، وضممتها.
فخرجت أم جعفر إليه، وقالت: يا سيدي! أنت تعلم الغيب؟! قال: لا!
قالت: من لك بأن تعلم ما حدث من أم الخير مما لا يعلمه إلا الله وهي في الوقت؟
فقال لها: نحن من علم الله علمنا، وعن الله نخبر.
قالت له: ينزل عليك الوحي؟
قال: لا! قالت: من أين لك علم ذلك؟!
قال: من حيث لا تعلمين وسترجعين إلى من تخبرينه بما كان فيقول لك:
لا تعجبي فإن فضله وعلمه فوق ما تظنين.
فخرجت أم جعفر ودنوت منه وقلت له: قد سمعتك وأنت تقول * (فلما رأينه أكبرنه) *. فهذا خبر النسوة الذي خرج عليهن يوسف لما رأينه والاكبار مما حدث من أم الفضل فعلمت أنه الحيض (1).