فخرج الغلام إلى الخراساني، فقال له: يا غلام! قد خرجت إلي بغير الوجه الذي دخلت به، فأعاد الغلام عليه قول الصادق عليه السلام، فقال له: ما تستأذن لي عليه بالدخول.
فاستأذن له ودخل عليه وعرفه رشد ولايته، فقبل ولايته، وشكر له، وأمر للغلام بوقته بألف درهم.
وقال: هذا خير لك من مال الخراساني، فودعه وسأله أن يدعو له، ففعل بلطف ورفق وبشاشة بالخراساني، ثم أمر له برزمة عمائم، فحضرت.
وقال للخراساني خذها، فإن كل ما معك يؤخذ بالطريق وتبقي معك هذه العمائم وتحتاج إليها.
فقبلها وسار، فقطع عليه الطريق، وأخذ كلما كان معه غير العمائم، واحتاج إليها، فباع منها، وتجمل إلى أن وصل إلى خراسان.
قال الكرماني: حسب مواليهم بهذا الشرف فضلا (1).