أما الاشتباه الذي حصل لأحمد بن محمد الأشعري في شأن ابن محبوب من حيث أن الأصحاب اتهموه بروايته عن أبي حمزة (1) فقد عرفت الوهم أين كان، وحاصله: إذا كان من جانب عدم استطاعة رواية الصبي عن الشيخ فيمكن القول:
إن ابن محبوب روى عن الثمالي بالوجادة إن لم نقل أن ابن محبوب قد أدرك زمنا من حياة أبي حمزة، بحيث تسنى له الرواية عن الثمالي، وإن كان هذا الرأي غير مقبول عندنا، لما فيه من تدليس، حيث لم يصرح في كون أخذه للرواية وجادة، وعدم التصريح يخالف العدالة، وابن محبوب يجل عن هذا التدليس، لهذا يتعين كون أبي حمزة ليس المقصود به الثمالي، وإنما هو البطائني كما أشرنا إليه في الهامش.
ثم إن أحمد بن محمد الأشعري لم يرو عن عبد الله بن المغيرة، ولا عن الحسن ابن خرزاذ.