منسوبا إليه 1.
وروى الفقيه رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني في كتاب المناقب في فضل آل أبي طالب: أن أبا بكر لما بويع للخلافة يوم السقيفة اجتمعوا في أول جمعة، وقام أبو بكر على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخطب، فقام إليه علي (صلى الله عليه وآله) وذكره بحقه وما هو الواجب له، وما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حقه يوم الغدير وغيره من المواقف التي نص فيها، وبين لهم بذلك وجوب الخلافة له من بعده، وأنه القائم بالأمر دون من عداه، وذكره بإقامة الله وعيد الآخرة.
ثم إنه سلام الله عليه استشهد جماعة من الصحابة، فقال: رحم الله امرئ سمع مقالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير، فليقم وليشهد بما سمع، فقام يومئذ من المسجد اثنا عشر رجلا، ستة من المهاجرين، وستة من الأنصار، فشهدوا بحضرة الجماعة بما قاله النبي (صلى الله عليه وآله) في يوم الغدير، وما أكده من الوصية في حقه (عليه السلام).
وقالوا: يا أبا بكر رد الحق إلى أهله، انك سمعت كما سمعنا، وشهدت كما شهدنا، أما تذكر قول النبي (صلى الله عليه وآله) لك ولعمر لما سلم على علي بإمرة المؤمنين، فقلتما أفبأمر من الله ورسوله؟ فقال صلوات الله وتسليماته عليه: نعم، فقمتما، أما أنت يا أبا بكر فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين، وأما أنت يا عمر فقلت: بخ بخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، خف الله يا أبا بكر وانصف الرجل، ولا تظلم أهل البيت حقهم، ولا تسلبهم ملكهم الذي جعل الله لهم، وتكلم كل واحد بكلام يشبه هذا الكلام، حتى أفحم على المنبر، ولم يستطع أن يرد جوابا.
فلما فرغ القوم من كلامهم قال أبو بكر: أيها الناس أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم، فقام إليه عمر عجلا، وقال: لا نقيلك ولا نستقيلك، قدمك رسول الله علينا في حياته، فكيف لا نقدمك بعد وفاته؟
ثم قال: يا لكع إذا كنت لا تقوم بحجة فلم أقمت نفسك في هذا المقام؟ والله لقد هممت أن أخلعها منك وأجعلها في أبي عبيدة، ثم أنزله من المنبر وخرجوا من