وما ذاك يا رسول الله؟ قال: انك تبلغ رسالتي من يأتي بعدي، وتؤدي عني، وتسمع الناس صوتي، وتعلم الناس من كتاب الله ما لا يعلمون (1).
ومن المناقب عن أنس، قال: كنت خادما للنبي (صلى الله عليه وآله)، فبينا أنا يوما أوضيه إذ قال: يدخل رجل وهو أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وأولى الناس بالمؤمنين، وقائد الغر المحجلين، قال أنس: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) (2).
ومن المناقب أيضا عن أنس، قال: بينا أنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ قال: الان يدخل سيد المسلمين، وأمير المؤمنين، وخير الوصيين، وأولى الناس بالنبيين، إذ طلع علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال (3) النبي (صلى الله عليه وآله) فأخذ (4) يمسح العرق من جبهته ووجهه، ويمسح به وجه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ويمسح العرق عن وجه علي (عليه السلام) ويمسح به وجهه، فقال له علي (عليه السلام): يا رسول الله نزل في شئ؟
قال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي، أنت أخي ووزيري، وخير من أخلف بعدي، تقضي ديني، وتنجز موعدي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي، وتعلمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا، وتجاهدهم على التأويل كما جاهدتهم على التنزيل (5).
ومن حلية الأولياء لأبي نعيم الحافظ، وشرح ابن أبي الحديد للنهج، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أنس اسكب لي وضوء، ثم قام فصلى ركعتين، ثم