ان الله تبارك وتعالى قال: " للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " فردوا على الله تبارك وتعالى هذا الجواب فعلموا أنهم أذنبوا فندموا فلاذوا بالعرش واستغفروا فأحب الله عز وجل أن يتعبد بمثل ذلك العباد فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش فسمي الضراح.
ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى المعمور بحذاء الضراح ثم وضع البيت بحذاء البيت المعمور.
ثم أمر آدم عليه السلام فطاف به، فتاب الله عليه، وجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة (1).
11 - علل الشرائع: علي بن حاتم، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة عن الحسين بن هاشم، عن ابن مسكان، عن الثمالي قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام وهو جالس على الباب الذي إلى المسجد وهو ينظر إلى الناس يطوفون، فقال: يا أبا حمزة بما أمروا هؤلاء؟ قال: فلم أدر ما أرد عليه قال: إنما أمروا أن يطوفوا بهذه الأحجار ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم (2).
12 - علل الشرائع: الحسين بن علي بن أحمد الصائغ، عن الحسين بن الحجال، عن سعد بن عبد الله قال: حدثني محمد بن الحسن الهمداني قال: سألت ذا النون البصري قلت: يا أبا الفيض لم صير الموقف بالمشعر ولم يصر بالحرم؟ قال: حدثني من سأل الصادق عليه السلام ذلك، فقال: لان الكعبة بيت الله الحرام وحجابه والمشعر بابه فلما أن قصده الزائرون وقفهم بالباب حتى أذن لهم بالدخول، ثم وقفهم بالحجاب الثاني وهو مزدلفة، فلما نظر إلى طول تضرعهم أمرهم بتقريب قربانهم، فلما قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت لهم حجابا دونه أمرهم بالزيارة على طهارة.
قال: فقلت: لم كره الصيام في أيام التشريق؟ فقال: لان القوم زوار الله وهم في ضيافته، ولا ينبغي للضيف أن يصوم عند من زاره وأضافه.