وعلى أن ما اشتهر بين الناس من استحباب دفن النساء ليلا لدفن فاطمة عليها السلام ليلا لا أصل له إذ دفنها ليلا كان لفوتها ليلا مع أنها صلوات الله عليها قالت: " فأخرجني من ساعتك أي ساعة كانت من ليل أو نهار " ويظهر من سائر الأخبار أن دفنها ليلا كان لئلا يحضر الملعونان جنازتها، كما أن دفن أمير المؤمنين عليه السلام ليلا كان لاخفاء القبر عن الخوارج، لعنهم الله، مع أن أخبار تعجيل التجهيز شاملة للنساء أيضا.
ويدل على استحباب النعش الذي يستر جسد الميت للنساء أو مطلقا وفي النساء آكد، ويدل على أن عمل النعش كان بتعليم الملائكة، والأخبار السابقة عامية، لكن ورد موافقا لها من طريق الخاصة، فيمكن أن يكون أسماء أيضا وافقت الملائكة في ذلك، ويدل على استحباب تعجيل التجهيز.
12 - دعائم الاسلام: عن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
احبسوا الغريق يوما أو ليلة ثم ادفنوه (1).
وعن أبي جعفر عليه السلام أنه قال، في الرجل تصيبه الصاعقة قال: لا يدفن دون ثلاث إلا أن يتبين موته ويستيقن (2).
وعن علي عليه السلام قال: إذا مات الميت في أول النهار فلا يقيلن إلا في قبره، وإذا مات في آخر النهار فلا يبيتن إلا في قبره (3).
13 - مصباح الأنوار: عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: مكثت فاطمة عليها السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوما ثم مرضت فاستأذن عليها أبو بكر وعمر، فلم تأذن لهما فأتيا أمير المؤمنين عليه السلام فكلماه في ذلك فكلمها وكانت لا تعصيه، فأذنت لهما فدخلا، وكلماها فلم ترد عليهما جوابا، وحولت وجهها الكريم عنهما، فخرجا وهما يقولان لعلي: إن حدث بها حدث فلا تفوتنا، فقالت عند خروجهما لعلي عليه السلام: إن لي إليك حاجة، فأحب أن لا تمنعنيها، فقال عليه السلام: