بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٨ - الصفحة ٢٥٠
8 - العلل: عن علي بن أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عبد الله، عن موسى ابن عمران، عن عمه الحسين بن يزيد، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام لأي علة دفنت فاطمة بالليل ولم تدفن بالنهار؟
قال: لأنها أوصت أن لا يصلي عليها رجال (1).
بيان: المراد بالرجال أبو بكر وعمر وأتباعهما، لكونهم قاتليها صلوات الله عليها، ولعنة الله على من ظلمها كما مر مفصلا في كتاب الفتن، وفي بعض النسخ مكان الرجال الرجلان الأعرابيان، وفي بعضها الأعرابيان فقط.
9 - كشف الغمة: عن ابن عباس قال: مرضت فاطمة عليها السلام مرضا شديدا فقالت لأسماء بنت عميس ألا ترين إلى ما بلغت (2) فلا تحمليني على سرير ظاهر، فقالت لا لعمري، ولكن أصنع نعشا كما رأيت يصنع بالحبشة، فقالت:
أرينيه فأرسلت إلى جرايد رطبة فقطعت من الأسواق، ثم جعلت على السرير نعشا، وهو أول ما كان النعش فتبسمت وما رأيتها متبسمة إلا يومئذ، حملناها فدفناها ليلا (3).
10 - ومنه: عن أسماء بنت عميس (4) أن فاطمة عليها السلام قالت: إني قد

(١) علل الشرائع ج ١ ص ١٧٦.
(٢) ظاهره: ألا ترين إلى ما بلغت من الهزال فلا تحمليني على سرير ظاهر يراني الناس بهذه الحالة فيشمتوا بي، وهذا المعنى خلاف ما ذكر في الحديث الآتي، مع أنه لا يليق بالسيدة الصديقة سلام الله عليها.
(٣) كشف الغمة ج ٢ ص ٦٧ ط الاسلامية.
(٤) قد عرفت في ذيل تاريخ الزهراء سيدة نساء العالمين ج ٤٣ ص ١٨٢ من هذه الطبعة الحديثة أن أسماء بنت عميس كانت حين وفاة السيدة فاطمة، زوجة لأبي بكر وفي حجرها ولدها المرضع محمد بن أبي بكر، فلم تكن في امكانها أن تخدم في بيت فاطمة وعلى تمرضها عامة الليالي والأيام، ثم تغسلها ليلا بنفسها وحدها كما في بعض الروايات أو مع علي عليه السلام كما في بعض آخر، ولا لان تقوم نصحا لها في وجه عائشة بل وفى وجه أبي بكر زوجها يمنعهما أن يدخلا على السيدة فاطمة، كما وقع في ذيل هذا الحديث نفسه وقد أخرجه المؤلف العلامة في ج ٤٣ ص ١٨٩ من تاريخها صلى الله عليه وآله.
بل لم تكن ليأذن علي (ع) أن تحضر أسماء في بيته وهي أجنبية منه، لحرمة الاجتماع معها في بيت واحد. كيف بالخلوة معها لتعاونه في غسل السيدة فاطمة عليها السلام.
بل ولو لم بكن أسماء أجنبية منه (ع) لكان يحرم عليها الخروج من بيت زوجها أبى بكر والدخول إلى بيت فاطمة والمبيت فيه الا باذن منه.
ولو كان أبو بكر هو الذي أمر أسماء أو أذن لها بذلك لكفى به فخرا وشرفا و مكانة له من آل الرسول صلى الله عليه وآله بل ومنة عليهم حديث أخدمهم زوجته المرضعة فأجاز لها أن تدع بيته وتدع ولده الرضيع فتدخل إلى بيت فاطمة تمرضها وتخدمها تؤنسها وتصنع لها النعش سترا لجسدها منه شامتيها وشانئيها!!
ولكان اذن أبي بكر لزوجته بذلك كالاستعتاب من السيدة فاطمة وقبولها خدمة أسماء والاستيناس بها بحيث توصي لها أن تلي غسلها وكفنها ودفنها كالعتبى والرضا من زوجها أبي بكر حيث قبل هذه المنة منه، ولم تكن لترضى منه أبدا. وكيف أذنت فاطمة البتول أن تخدمها أسماء ويتوهم الناس أنها قد رضيت من أبي بكر وطابت نفسها منه، وهي التي أوصت بأن تدفن سرا لتؤذن بذلك أنها كانت باغضة عليهما.
وهكذا ما ورد في تاريخ تزويجها بعلي عليهما السلام من ذكر أسماء بنت عميس ومبيتها ليلة الزفاف في بيت علي عليه السلام لتلي من فاطمة ما تلي الام الشفيقة من بنتها كما وقعت في ج ٤٣ ص ١٣٨ نقلا من كتاب كشف الغمة هذا ج ١ ص ٤٩٤ ط الاسلامية وفيه: أنها كانت أسماء عاهدت خديجة أم السيدة فاطمة عند وفاتها في مكة ان بقيت إلى وقت زفاف الزهراء أن تقوم مقام خديجة في هذا الامر، مع أن أسماء بنت عميس كانت من المهاجرات إلى الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب قبل وفاة خديجة عليها السلام بسنين، ولم تعد منها حتى عادت مع زوجها جعفر سنة ست من الهجرة بعد غزوة خيبر، فلم تكن في مكة لتعاهد خديجة عليها السلام عند رحلتها ولا في المدينة حتى تلي زفاف الزهراء سلام الله عليها.
وقد كثر ذكر أسماء بنت عميس هذه في الروايات التي تتعلق بحياة السيدة فاطمة، تارة عند زفافها، وأخرى عند نفاسها بأولادها، وأخرى عند تمريضها وتغسيلها وتعبية نعش لها يسترها عن الرائين وكلها مدعومة مزعومة من روايات القصاصين وأساطيرهم، كيف واجماع علماء أهل البيت وشيعتهم قائم على أنها دفنت ليلا في بيتها خفية، بوصية منها؟ عليها السلام أوصت إلى علي ذلك وعهدت إليه.
وإذا كانت السيدة المظلومة المضطهدة غسلت في بيتها ليلا اختفاء من الناس وأمرائهم (وقد كانت في بيتها بيت علي عليهما السلام متصلا بمسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ليس لهم باب يمرون منه الا من داخل المسجد) ثم دفنت هناك، لئلا يتمكن الامراء من الصلاة على قبرها فلم تكن حاجة إلى النعش ولا السرير لتحمل عليها، ولا أن تشيع جنازتها بنار ومشعل أو مجمرة وغير ذلك مما نطقت به ألسنة القصاصين.
راجع في ذلك كتاب المزار ج ١٠٠ ص ١٩١ - ١٩٧ باب زيارة فاطمة عليها السلام وموضع قبرها، وان شئت راجع التهذيب ج ٦ ص ٩ ط نجف، عيون الأخبار ج ١ ص ٣١١ ط الاسلامية، قرب الإسناد ص ١٦١ ط حجر، معاني الأخبار ص ٢٦٧، الكافي ج ٤ ص ٥٥٦، الفقيه ج ٢ ص ٣٤١ ط نجف، وقد صرح الصدوق في كتبه والشيخ في التهذيب وهكذا استظهر المؤلف العلامة المجلسي في البحار الباب المذكور آنفا أن السيدة فاطمة مدفونة في بيتها.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب الأغسال واحكامها * * الباب الأول * علل الأغسال وثوابها وأقسامها وواجبها ومندوبها، جوامع أحكامها 1
3 العلة التي من أجلها أمر الله تعالى بالاغتسال من الجنابة، ولم يأمر من البول والغائط 1
4 علة غسل العيد والجمعة والميت 3
5 في تعداد الأغسال 5
6 في من مس ميتا 15
7 الليالي التي يستحب فيها الغسل في شهر رمضان 16
8 الأغسال المندوبة 22
9 * الباب الثاني * جوامع أحكام الأغسال الواجبة والمندوبة وآدابها 25
10 في قوم يكونون في السفر وكان لهم ميت وجنب 25
11 في أن لكل غسل وضوء ما خلا غسل الجنابة 27
12 في تداخل الأغسال 29
13 في رجل اجتمع عليه عشرون غسلا فرض وسنة ومستحب وتعداده 30
14 * الباب الثالث * وجوب غسل الجنابة وعلله وكيفيته وأحكام الجنب وفيه: آيات و: أحاديث 33
15 تفسير قوله تعالى: " لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى... ولا جنبا إلا عابري سبيل " وذيل الصفحة ما يناسب ذلك 33
16 الدعاء عند الغسل 40
17 في عدم جواز لبث الجنب والحايض في المساجد 45
18 خمس خصال تورث البرص 49
19 في البول بعد الجنابة 50
20 في كيفية الغسل وفي الذيل ما يناسب ويتعلق بها 53
21 حكم البلل الخارج بعد الغسل من الرجل والمرأة 69
22 * الباب الرابع * غسل الحيض والاستحاضة والنفاس، وعللها وآدابها وأحكامها، وفيه: آيتان، و: أحاديث 74
23 معنى قوله تعالى: " يسئلونك عن المحيض " ومعنى المحيض وفي الذيل ما يتعلق به 74
24 فيما قاله الشيخ بهاء الدين رحمه الله في معنى الآية 77
25 أقل أيام الحيض وأكثرها، وأن أول من طمثت من بنات الأنبياء عليهم السلام سارة 81
26 معنى المحرر المسجد 84
27 أيام النفاس وأكثرها 86
28 الحيض والحمل 93
29 * الباب الخامس * فضل غسل الجمعة وآدابها وأحكامها 122
30 في أن غسل الجمعة مستحب، وذهب الصدوقان إلى الوجوب 122
31 * الباب السادس * التيمم وآدابه وأحكامه، وفيه: آيات، و: أحاديث 131
32 فيمن وجد من الماء مالا يكفيه للطهارة 134
33 الأقوال في كيفية التيمم 141
34 وقت التيمم 146
35 في عدد الضربات في التيمم 150
36 في جواز التيمم بالجص والنورة ولا يجوز بالرماد، وفيه: توضيح، وفي الذيل تأييد وتوجيه والبحث في الحجر 164
37 * أبواب الجنايز ومقدماتها ولواحقها * * الباب الأول * فضل العافية والمرض وثواب المرض وعلله وأنواعه 170
38 خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش زايل العقل 171
39 قصة رجل مريض من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، وقوله قل: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار 174
40 في الحمى وما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله لرجل أتعرف أم ملدم 176
41 معنى قوله تعالى: " ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " وأن الله تعالى يخص أولياءه بالمصائب 180
42 فيما كان للمريض. 184
43 فيما قاله أمير المؤمنين عليه السلام لبعض أصحابه في علة اعتلها 189
44 في أن المؤمن يبتلى بكل بلية ويموت بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه 196
45 * الباب الثاني * آداب المريض وأحكامه وشكواه وصبره وغيرها 202
46 في أن الشكاية أن بليت بما لم يبل به أحد، وأن آه، اسم من أسماء الله عز وجل 202
47 في قول الصادق عليه السلام: ذكرنا أهل البيت شفاء 203
48 دعاء المريض لنفسه 212
49 * الباب الثالث * في الطاعون والفرار منه وممن ابتلى به وموت الفجأة، وفيه: حديثان 213
50 في قول النبي صلى الله عليه وآله: موت الفجأة رحمة للمؤمنين وعذاب للكافرين 213
51 * الباب الرابع * ثواب عيادة المريض وآدابها وفضل السعي في حاجته وكيفية معاشرة أصحاب البلاء 214
52 في قول النبي صلى الله عليه وآله: ليس على النساء جمعة ولا جماعة ولا أذان ولا إقامة ولا عيادة مريض ولا اتباع جنازة ولا تقيم عند قبر 215
53 فيما ينبغي للمريض 218
54 الدعاء للمريض 225
55 ثواب من عاد مريضا 225
56 * الباب الخامس * آداب الاحتضار وأحكامه 230
57 في كراهة حضور الحائض والجنب عند الاحتضار 230
58 قصة شاب حضره رسول الله صلى الله عليه وآله عند وفاته وكان له أم ساخطة 232
59 في أن فاطمة عليها السلام مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ستين يوما، وتلقين الميت 233
60 في قراءة سورة والصافات عند المحتضر 238
61 في حضور الرسول صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام عند المؤمن المحتضر 244
62 * الباب السادس * تجهيز الميت وما يتعلق به من الاحكام 247
63 في الغريق والمصعوق والمبطون والمهدوم والمدخن 248
64 العلة التي من أجلها دفنت عليها السلام بالليل، وقصة أسماء بنت عميس و فاطمة عليها السلام وأنها من جعل القصاصين، ذيل الصفحة 250
65 في وفاة فاطمة عليها السلام وما جرى بعدها 254
66 * الباب السابع * تشييع الجنازة وسننه وآدابه 257
67 ثواب من شيع جنازة ومن صلى على ميت 257
68 الدعاء في رؤية الجنازة، وآداب تشييع الجنازة 262
69 في أن رسول الله صلى الله عليه وآله وضع ردائه في جنازة سعد بن معاذ، وما يستحب لصاحب المصيبة 269
70 في القيام عند مرور الجنازة والأقوال فيه 272
71 آداب حمل الجنازة 276
72 * الباب الثامن * وجوب غسل الميت وعلله وآدابه وأحكامه 285
73 العلة التي من أجلها يغسل الميت 285
74 في كيفية غسل الميت 288
75 فيما يجب في غسل الميت 291
76 في غسل من كان مخالفا للحق في الولاية، والخوارج، والغلاة، والنواصب، والمجسمة 298
77 في تغسيل كل من الزوجين الآخر، وإذا مات الميت وليس معها ذو محرم 300
78 في غسل الصبي والصبية، وأن عليا عليه السلام غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 306
79 في أن الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم عليهم السلام والعباس وسلمان وعمارا والمقداد وأبا ذر وحذيفة وأم سلمة وأم أيمن وفضة رضي الله تعالى - عنهم كانوا حاضرا في تجهيز فاطمة عليها السلام 310
80 * الباب التاسع * التكفين وآدابه وأحكامه 311
81 في الحنوط 312
82 في الجريدتين ومحلهما 314
83 الأقوال في حد الواجب من الكفن 319
84 فيما يكتب بالكفن 327
85 دعاء الجوشن المشهور بدعاء الجوشن الكبير 331
86 أحاديث في فاطمة عليها السلام وغسلها وكفنها ودفنها في ذيل الصفحة 335
87 * الباب العاشر * وجوب الصلاة على الميت وعللها وآدابها وأحكامها 339
88 تحقيق وتفصيل في الصلاة على غير المؤمن 339
89 العلة التي من أجلها جعلت للميت خمس تكبيرات 343
90 في صلاة النبي صلى الله عليه وآله على فاطمة بنت أسد رضي الله تعالى عنها 350
91 في كيفية صلاة الميت 352
92 في الصلاة على الطفل 359
93 في شرعية اللحد ووجوب ستر عورة الميت عند الصلاة وتقديم الكفن على الصلاة 383
94 في صفوف صلاة الميت 387
95 قصة مغيرة بن أبي العاص عم عثمان، وما فعل له عثمان، وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حقه: لعن الله من أعطاه راحلة أو رحلا أو قتبا أو سقاء أو قربة أو دلوا أو خفا أو نعلا أو زادا أو ماء، فأعطاها كلها عثمان، وأن عثمان قتل بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 391
96 في نيف وسبعين رجلا دخلوا سر من رأى للتهنئة بمولد المهدي (عج) 395