فهذا الذكر لو كان له ثواب لكانت له درجة نازلة من الثواب، ولا ريب أن الذكر القلبي فقط أفضل منه، وكذا المواعظ والنصايح التي يذكرها الوعاظ رئاء من غير تأثر قلبهم به، فهذا أيضا لو لم يكن صاحبه معاقبا فليس بمثاب، وأما الترجيح بين الثاني والثالث فمشكل مع أن لكل منها أفرادا كثيرة لا يمكن تفصيلها وترجيحها.
ثم إن العامة اختلفوا في أن الذكر القلبي هل تعرفه الملائكة وتكتبه أم لا؟
فقيل بالأول، لان الله تعالى يجعل له علامة تعرفه الملائكة بها، وقيل: بالثاني لأنهم لا يطلعون عليها.
25 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن المعلى عن يحيى ين أحمد، عن أبي محمد الميثمي، عن رومي بن زرارة، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له: ألا إنه من ينصف الناس من نفسه لم يزده الله إلا عزا (1).
بيان: كلمة " من " شرطية. 26 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله عز وجل يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرة في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يده، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الاخر بشعيرة، ورجل قال بالحق فيما له وعليه (2).
ايضاح: " هم أقرب الخلق " أي بالقرب المعنوي كناية عن شمول لطفه ورحمته تعالى لهم، أو المراد به القرب من عرشه تعالى أو من الأنبياء والأوصياء الذين إليهم حساب الخلق، وعلى الأول ليس المراد بالغاية انقطاع القرب بعده، بل المراد أن في جميع الموقف الذي الناس فيه خائفون وفازعون ومشغولون بالحساب هم في محل الامن والقرب، وتحت ظل العرش وبعده أيضا كذلك بالطريق الأولى، وقوله: " حتى يفرغ " إما على بناء المعلوم، والمستتر راجع إلى الله