بيان: يكتب محسنا " إما لايمانه، أو لسكوته فإنه من الأعمال الصالحة كما ذكره الناظرون في هذا الخبر، وأقول: الأول عندي أظهر، وإن لم يتفطن به الأكثر لقوله (عليه السلام): فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا لأنه على الاحتمال الثاني يبطل الحصر لأنه يمكن أن يتكلم بالمباح، فلا يكون محسنا ولا مسيئا إلا أن يعم المسئ تجوزا بحيث يشمل غير المحسن مطلقا وهو بعيد فان قيل: يرد على ما اخترته أن في حال التكلم بالحرام ثواب الايمان حاصل له، فيكتب محسنا ومسيئا معا فلا يصح الترديد، قلت: يمكن أن يكون المراد بالمحسن المحسن من غير إساءة كما هو الظاهر فتصح المقابلة، مع أن بقاء ثواب استمرار الايمان مع فعل المعصية في محل المنع، ويومي إلى عدمه قولهم (عليهم السلام) " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " (1) وأمثاله مما قد مر بعضها ويمكن أن يكون هذا أحد محامل هذه الأخبار، وأحد علل ما ورد أن نوم العالم عبادة، أي هو في حال النوم في حكم العبادة، لاستمرار ثواب علمه وإيمانه وعدم صدور شئ منه يبطله في تلك الحالة
(٣٠٨)