19 - عدة الداعي: قال الصادق (عليه السلام) يوما للمفضل بن صالح: يا مفضل إن لله عبادا عاملوه بخالص من سره، فعاملهم بخالص من بره، فهم الذين تم صحفهم يوم القيامة فرغا، فإذا وقفوا بين يديه ملاها من سر ما أسروا إليه فقلت:
يا مولاي ولم ذلك؟ فقال: أجلهم أن تطلع الحفظة على ما بينه وبينهم وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إياك وما تعتذر منه، فإنه لا يعتذر من خير، وإياك وكل عمل في السر تستحي منه في العلانية، وإياك وكل عمل إذا ذكر لصاحبه أنكره وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أعلا منازل الايمان درجة واحدة، من بلغ إليها فقد فاز وظفر، وهو أن ينتهي بسريرته في الصلاح إلى أن لا يبالي لها إذا ظهرت ولا يخاف عقابها إذا استترت 20 - اسرار الصلاة: روي أن رجلا من بني إسرائيل قال: والله لأعبدن الله عبادة أذكر بها فكان أول داخل في المسجد وآخر خارج منه، لا يراه أحد حين الصلاة إلا قائما يصلي، وصائما لا يفطر، ويجلس إلى حلق الذكر، فمكث بذلك مدة طويلة وكان لا يمر بقوم إلا قالوا فعل الله بهذا المرائي وصنع، فأقبل على نفسه وقال: أراني في غير شئ لأجعلن عملي كله لله، فلم يزد على عمله الذي كان يعمل قبل ذلك إلا أنه تغيرت نيته إلى الخير فكان ذلك الرجل يمر بعد ذلك بالناس فيقولون: رحم الله فلانا الان أقبل على الخير