وجعلنا من أهلها 5 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن جهم بن الحكم المدائني، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم بالعفو فان العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتعافوا يعزكم الله (1) بيان: " لا يزيد العبد إلا عزا " أي في الدنيا ردا على ما يسول الشيطان للانسان بأن ترك الانتقام يوجب المذلة بين الناس وجرأتهم عليه، وليس كذلك بل يصير سببا لرفعة قدره وعلو أمره عند الناس لا سيما إذا عفا مع القدرة، وترك العفو ينجر إلى المعارضات والمجادلات والمرافعة إلى الحكام أو إلى إثارة الفتنة الموجبة لتلف النفوس والأموال، وكل ذلك مورث للمذلة، والعزة الأخروية ظاهرة كما مر، والتعافي عفو كل عن صاحبه 6 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة (2) ايضاح: الندامة على العفو أفضل: يحتمل وجوها: الأول أن صاحب الندامة الأولى أفضل من صاحب الندامة الثانية، وإن كانت الندامة الأولى أخس وأرذل، الثاني أن يكون الكلام مبنيا على التنزل أي لو كان في العفو ندامة فهي أفضل وأيسر، إذ يمكن تداركه غالبا بخلاف الندامة على العقوبة فإنه لا يمكن تدارك العقوبة بعد وقوعها غالبا فلا تزول تلك الندامة، فيرجع إلى أن العفو أفضل، فإنه يمكن إزالة ندامته بخلاف المبادرة بالعقوبة، فإنه لا يمكن إزالة ندامتها وتداركها، الثالث أن يقدر مضاف فيهما مثل الدفع أو الرفع أي رفع تلك الندامة أيسر من رفع هذه، الرابع أن يكون المعنى أن مجموع تلك الحالتين أي العفو والندم عليه أفضل من مجموع حالتي العقوبة والندم عليها، فلا ينافي كون الندم على العقوبة ممدوحا والندم على العفو مذموما إذ العفو أفضل من تلك الندم والعقوبة أقبح من هذا الندم وهذا وجه وجيه
(٤٠١)