الشارع عنها، وذلك لان الايمان عبارة عن التصديق بالله وبرسوله، والاعتقاد بحقية جميع ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يستلزم استقامة اللسان وهي إقراره بالشهادتين وجميع العقائد الحقة ولوازمها، وإمساكه عما لا ينبغي، ومن البين أن الملزوم لا يستقيم بدون استقامة اللازم، وقد أشار إليه النبي (صلى الله عليه وآله) بقوله " لا يستقيم إيمان عبد [حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه] حتى يستقيم لسانه " (1) وأيضا كلما يتناول اللسان من الأباطيل والأكاذيب تدخل مفهوماتها في القلب، وهو ينافي استقرار حقيقة الايمان فيه 72 - الكافي: عن علي، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عبيد الله الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم " قال: يعني كفوا ألسنتكم (2) بيان: الآية في سورة النساء هكذا: " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل وإن الآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا " (3) وقال المفسرون:
" قيل لهم " أي بمكة " كفوا أيديكم " أي أمسكوا عن قتال الكفار فاني لم أؤمر بقتالهم " فلما كتب عليهم القتال: بالمدينة خافوا من الناس وقتلهم إياهم " كخشية الله " من عقابه " أو أشد " " وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب " وهو أن نموت بآجالنا، وكذا في تفسير علي بن إبراهيم أيضا (4) وفي بعض الأخبار أن ذلك أمر لشيعتنا بالتقية إلى زمان القائم (عليه السلام) كما قال الصادق (عليه السلام): أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا وتدخلوا الجنة