أن تثق به في أمورك كلها، فما فعله بك كنت عنه راضيا وروي أن الله عز وجل أوحى إلى داود (عليه السلام) ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثم يكيده أهل السماوات والأرض وما فيهن إلا جعلت له المخرج من بينهن، وما اعتصم عبد من عبيدي بأحد من خلقي دوني عرفت ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماوات من يديه وأسخت الأرض من تحته، ولم أبال بأي الوادي هلك وأروي عن العالم (عليه السلام) أنه قال: يقول الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي وارتفاعي في علوي لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا جعلت غناه في قلبه وهمه في آخرته، وكففت عليه ضيعته، وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء حاجته، وأتته الدنيا وهي راغمة، وعزتي وجلالي وارتفاعي في علو مكاني لا يؤثر عبد هواه على هواي إلا قطعت رجاه، ولم أرزقه منها إلا ما قدرت له وأروي أن بعض العلماء كان يقول: سبحان من لو كانت الدنيا خيرا كلها أهلك فيها من أحب، سبحان من لو كانت الدنيا شرا كلها نجا منها من أراد وروي كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فان موسى بن عمران (عليه السلام) خرج يقتبس نارا لأهله فكلمه الله ورجع نبيا وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان، وخرجت سحرة فرعون يطلبون العز لفرعون فرجعوا مؤمنين وروي لا تقل لشئ قد مضى: لو كان غيره روي عن العالم (عليه السلام) قال: إذا شاء الله فيعطينا وإذا أحب أن يكره رضينا وأروي أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله وروي رأس طاعة الله الصبر والرضا وروي ما قضى الله على عبده قضاء فرضي به إلا جعل الخير فيه وروي أن الله تبارك وتعالى أوحي إلى موسى بن عمران (عليه السلام) يا موسى!
(١٤٤)