أما الكعب فإن الانساني منه أشد تكعيبا من كعوب سائر الحيوانات، وكأنه أشرف عظام القدم النافعة في الحركة، كما أن العقب أشرف عظام الرجل النافعة في الثبات، وهو موضوع بين الطرفين النابتين من قصبتي الساق، يحتويان عليه بمقعرهما من جوانبه، ويدخل طرفاه في العقب في نقرتين، دخول ركز. وهو واسطة بين الساق والعقب، به يحسن اتصالهما ويتوثق المفصل بينهما، ويؤمن عليه الاضطراب. وهو موضوع في الوسط بالحقيقة، ويرتبط به العظم الزورقي من قدام، ارتباطا مفصليا.
وهذا الزورقي متصل بالعقب من خلف، ومن قدام بثلاثة من عظام الرسغ، ومن الجانب الوحشي بالعظم النردي.
وأما العقب فهو موضوع تحت الكعب، صلب مستدير إلى خلف، ليقاوم المصاكات والآفات مملس الأسفل ليحسن استواء الوطئ وانطباق القدم على المستقر عند القيام. وخلق مثلثا إلى الاستطالة يدق يسيرا يسيرا حتى ينتهي فيضمحل عند الأخمص إلى الوحشي ليكون تقعير الأخمص متدرجا من خلف إلى متوسطة.
واما الرسغ فيخالف رسغ الكف بأنه صف واحد وذاك صفان، وعظامه أقل عددا، وذلك لان الحاجة في الكف إلى الحركة والاشتمال أكثر، وفي القدم إلى الوثاقة أشد. وخلق شكل القدم مطاولا إلى قدام ليعين على الانتصاب بالاعتماد عليه، وخلق له أخمص من الجانب الانسي ليكون ميل القدم عند الانتصاب - وخصوصا لدى المشي - إلى الجهة المضادة لجهة الرجل المشيلة للنقل، فيعتدل القوام وليكون الوطء على الأشياء المدورة والناتئة مهندما من غير ألم، وليحسن اشتمال القدم على ما يشبه الدرج، وليكون بعض أجزائها متجافية عن الأرض فيكون المشي أخف والعدو أسهل. ولمثل هذه المنافع خلقت من عظام كثيرة وإنها بذلك تحتوي على الموطوء عليه كالكف علي المقبوض.
ايضاح: في القاموس: الزرفين - بالضم وبالكسر -: حلقة للباب أو عام معرب. وقد زرفن صدغيه: جعلهما كالزرفين. وقال الجوهري الزرد مثل السرد وهو مداخل حلق الدروع بعضها في بعض. والزرد - بالتحريك -: الدروع المزرودة