فيمكث فيها أربعين ليلة، فإذا مضى له أربعون ليلة سمع الصوت، فإذا مضى له أربعة أشهر كتب على عضده الأيمن " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم (1) " فإذا خرج إلى الأرض أوتي الحكمة، وزين بالعلم والوقار والبس الهيبة، وجعل له مصباح من نور يعرف به الضمير، ويرى به أعمال العباد.
أقول: قد مضت الاخبار في بدء خلق الامام وخواصه في المجلدات السابقة المتعلقة بالإمامة، فلا نعيدها حذرا من التكرار.
48 - العلل: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبي هاشم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في حديث طويل ذكر فيه إتيان الخضر أمير المؤمنين عليه السلام وسؤاله عن مسائل وأمره عليه السلام الحسن بجوابه، فقال الحسن عليه السلام في سياق الأجوبة: وأما ما ذكرت من أمر الرجل يشبه أعمامه وأخواله فإن الرجل إذا أتى أهله بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب استكنت تلك النطفة في [تلك] الرحم فخرج الولد يشبه أباه وأمه، وإن (2) أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب اضطربت تلك النطفة في جوف تلك الرحم فوقعت على عرق من العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعماله، وإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه (3) أخواله - إلى آخر ما سيأتي من الخبر الطويل - (4).
بيان: في القاموس: هدأ - كمنع - هدء وهدوء: سكن. وأقول: يحتمل أن يكون المراد أنه إذا لم تضطرب النطفة تحصل المشابهة التامة، لان المني يخرج من جميع البدن فيقع كل جزء موقعه، وإذا اضطربت حصلت المشابهة الناقصة، فيشبه الأعمام إذا كان الأغلب مني الرجل لأنهم أيضا يشبهون الأب مشابهة ناقصة، وإن غلب مني الأم أشبه الأخوال كذلك، ويمكن أن يكون بعض العروق في بدن الأب منسوبا إلى