أشهر، فعند ذلك يصيب المرأة خبث النفس والتهوع، ثم ينزل إلى القفل الأوسط فيمكث فيه ثلاثة أشهر، وسرة الصبي فيها مجمع العروق وعروق المرأة كلها منها يدخل طعامه وشرابه من تلك العروق، ثم ينزل إلى القفل الأسفل فيمكث فيه ثلاثة أشهر، فذلك تسعة أشهر ثم تطلق المرأة، فكلما طلقت انقطع عرق من سرة الصبي فأصابها ذلك الوجع، ويده على سرته حتى يقع على الأرض ويده مبسوطة، فيكون رزقه حينئذ من فيه (1).
بيان: " أفاض بها كإفاضة القداح " قال الجوهري: إفاضة القداح: الضرب بها، والقداح جمع القدح - بالكسر - وهو السهم قبل أن يراش وينصل، فإنهم كانوا يخلطونها ويقرعون بها بعد ما يكتبون عليها أسماءهم. وفي التشبيه إشارة لطيفة إلى اشتباه خير بني آدم بشرهم إلى أن يميز الله الخبيث من الطيب، كذا ذكره بعض الأفاضل.
أقول: يمكن أن يقرأ " القداح " بفتح القاف وتشديد الدال وهو صانع القدح، أي أفاض وشرع في بريها ونحتها كالقداح [فيراهم مختلفة كالقداح]. قوله " فتردد.. " لعل ترددها كناية عما يؤثر فيها من مزاج الأم، أوما يختلط بها من نطفة الأم الخارجة من جميع عروقها. ثم إنه يحتمل أن يكون نزولها إلى الأوسط والأسفل ببعضها لعظم جثتها لا بكلها. قوله " أسفل من الرحم " أي [هو] أسفل موضع منها. وفي القاموس: الطلق وجع الولادة، وقد طلقت المرأة طلقا على ما لم يسم فاعله و " يده " أي يد الصبي.
58 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن زرارة بن أعين، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إذا وقعت النطفة في الرحم استقرت فيها أربعين يوما وتكون علقة أربعين يوما وتكون مضغة أربعين يوما، ثم يبعث الله ملكين خلاقين فيقال لهما: أخلقاكما يريد الله ذكرا أو أنثى، صوراه واكتبا أجله ورزقه ومنيته، وشقيا أو سعيدا، واكتبا لله