وما يعظم عليك من هذا أعطها ما سألت. ففعل فتوعدته (1) طلوع القمر، فحبس الله القمر حتى جاء موسى لموعده، فأخرجه من النيل في سفط مرمر، فحمله موسى عليه السلام ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تغسلوا رؤسكم بطينها ولا تأكلوا في فخارها فإنه يورث الذلة ويذهب الغيرة. قلنا له: قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: نعم (2).
العياشي: عن علي بن أسباط عن الرضا عليه السلام مثله.
10 - البصائر: عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة.
بيان: أي قبولا كاملا كما في الخبر الآتي.
11 - البصائر: عن يعقوب بن يزيد، عن ابن سنان، عن عتيبة بياع القصب عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن ولايتنا عرضت على السماوات والأرض والجبال والأمصار ما قبلها قبول أهل الكوفة.
12 - النهج: من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة: كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي، تعركين بالنوازل، وتركبين بالزلازل، وإني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوء إلا ابتلاه الله بشاغل، ورماه بقاتل.
بيان: " الأديم " الجلد أو مدبوغه، و " عكاظ " بالضم موضع بناحية مكة كانت العرب تجتمع في كل سنة ويقيمون به سوقا مدة شهر ويتعاكظون أي يتفاخرون و يتناشدون، وينسب إليه الأديم لكثرة البيع فيه، والأديم العكاظي مستحكم الدباغ شديد المد، وذلك وجه الشبه، والعرك: الدلك والحك، وعركه: أي حمل عليه الشر، وعركت القوم في الحرب: إذا مارستهم حتى أتعبتهم (3) " والنوازل " المصائب والشدائد، و " الزلازل " البلايا. و " تركبين " - على بناء المجهول كالفعلين السابقين -