أي تجعلين مركوبة لها أو بها على أن تكون الباء للسببية كالسابقة. والشدائد التي أصابت الكوفة وأهلها معروفة مذكورة في السير. وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا. وعن الصادق صلى الله عليه وآله أنه قال: تربة تحبنا ونحبها. وعنه عليه السلام: اللهم ارم من رماها، وعاد من عاداها. وقال محمد بن الحسين الكيدري في شرح النهج: فمن الجبابرة الذين ابتلاهم الله بشاغل فيها زياد، وقد جمع الناس في المسجد ليلعن عليا - صلوات الله عليه - فخرج الحاجب وقال: انصرفوا، فإن الأمير مشغول، وقد أصابه الفالج في هذه الساعة! وابنه عبيد الله بن زياد وقد أصابه الجذام، والحجاج بن يوسف وقد تولدت الحيات في بطنه حتى هلك، وعمر بن هبيرة وابنه يوسف وقد أصابهما البرص، وخالد القسري وقد حبس فطولب حتى مات جوعا. وأما الذين رماهم الله بقاتل فعبد الله بن زياد، ومصعب بن الزبير، وأبو السرايا وغيرهم قتلوا جميعا، ويزيد بن المهلب قتل على أسوأ حال.
13 - القصص: بالاسناد إلى الصدوق، بإسناده عن ابن محبوب، عن داود الرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبو جعفر - صلوات الله عليهما - يقول: نعم الأرض الشام وبئس القوم أهلها اليوم، وبئس البلاد مصر، أما إنها سجن من سخط الله عليه من بني إسرائيل، ولم يكن دخل بنو إسرائيل مصر إلا من سخطة ومعصية منهم لله، لان الله عز وجل قال " ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم (1) " يعني الشام، فأبوا أن يدخلوها وعصوا فتاهوا في الأرض أربعين سنة. قال: وما كان خروجهم من مصر ودخولهم الشام إلا من بعد توبتهم ورضا الله عنهم. ثم قال أبو جعفر - صلوات الله عليه - إني أكره أن آكل شيئا طبخ في فخار مصر، وما أحب أن أغسل رأسي من طينها مخافة أن تورثني تربتها الذل وتذهب بغيرتي.
العياشي: عن داود مثله.
14 - القصص: بالاسناد إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط، عن الحسين بن أحمد، عن أبي إبراهيم الموصلي، قال: قلت لأبي