طول نهاره ست عشرة ساعة وربع، ومساحة سطحه سبعمائة ألف وخمسون ألف فرسخ ومائة واثنان وثلاثون فرسخا وربع فرسخ. وفيه جزيرة برطانية، وجزيرة صوداق، وجزيرة تولى ومدينة يأجوج ومأجوج. قالوا: عرض تلك المدينة ثلاث وستون درجة وطولها مائة واثنان وسبعون درجة ونصف. والقسم الثاني مبدأه حيث عرضه ست وستون درجة ونصف، وغاية طول نهاره سبع وأربعون ساعة. ومساحة سطحه أربعمائة ألف واثنان وعشرون ألف فرسخ وأربعمائة وسبعة فراسخ وخمس فرسخ. وقيل: في عرض خمس وسبعين درجة موضع أهله يسكنون في الشتاء في الحمامات، ولا يفهم كلامهم.
الفائدة الثانية: في ذكر بعض خواص خط الاستواء والآفاق المائلة، فأما خط الاستواء فدوائر آفاق البقاع التي تكون عليه تنصف جميع المدارات اليومية، فلذلك يكون النهار والليل في جميع السنة متساويين، وأيضا يكون زمان ظهور كل نقطة على الفلك مساويا لزمان خفائه، فإن كان تفاوت كان بسبب اختلاف السير سرعة وبطء بالحركة الغربية في النصفين، وذلك لا يكون محسوسا. وتمر الشمس في السنة الواحدة مرتين بسمت رؤوسهم، وذلك عند كونها في نقطتي الاعتدالين، ولا تبعد الشمس عن سمت رؤوسهم إلا بقدر غاية ميل فلك البروج عن معدل النهار، وتكون الشمس نصف السنة تقريبا في جهة من جهتي الشمال والجنوب، ويكون ظل نصف النهار إلى خلاف تلك الجهة، ولكون مبدأ الصيف الوقت الذي يكون فيه الشمس إلى سمت الرأس أقرب ومبدأ الشتاء الوقت الذي يكون الشمس منه أبعد، يكون وقت كونها في نقطتي الاعتدال مبدأ صيفهم، ووقت كونها في نقطتي الانقلاب مبدأ شتائهم، ويكون مبادئ الفصلين الأخيرين أوساط الأرباع، ويلزم على ذلك أن يكون لهم في كل سنة ثمانية فصول، ويكون دور الفلك هناك دولابيا، لان سطوح جميع المدارات يقطع سطح الأفق على قوائم، ويسمى لذلك آفاقها آفاق الفلك المستقيم. والشيخ ابن سينا حكم بأنها أعدل البقاع، لان الشمس لا تمكث على سمت الرأس كثيرا بل إنما يمر به وقتي اجتيازها عن إحدى الجهتين إلى الأخرى، ويكون هناك حركتها في الميل والبعد عن سمت رأسهم أسرع ما يكون فلا تكون لذلك حرارة صيفهم شديدة. وأيضا لتساوي